أكد الدكتور حافظ سلماوي، أستاذ هندسة الطاقة، أن مصر حققت تقدمًا كبيرًا في مجال الطاقة المتجددة، مدفوعة بعدة عوامل رئيسية، أبرزها وفرة مصادر الطاقة النظيفة مثل الشمس والرياح، إلى جانب المناخ الاستثماري الجاذب الذي وفرته الدولة، ووجود آليات واضحة لتعاقد وتنفيذ المشروعات، مما عزز من ثقة المستثمرين في السوق المصري.
وأشار سلماوي، في مداخلة هاتفية لبرنامج "سواعد مصر" المُذاع عبر فضائية "إكسترا نيوز"، إلى أن دعم الدولة الكامل لمشروعات الطاقة المتجددة ووضع استراتيجية واضحة ساعدا في تحسن مركز مصر في مؤشرات الطاقة العالمية.
وأضاف أن هذا التحسن يعزز من مكانة مصر الإقليمية والدولية، ويدعم هدفها في أن تصبح مركزًا إقليميًا للطاقة، بما يضمن لها استقرار الإمدادات ويدعم قدرتها على التأثير في آلية تسعير الطاقة بالمنطقة.
وفيما يتعلق بالمشروعات الكبرى، أوضح الدكتور سلماوي أن مشروعات مثل مجمع "بنبان" للطاقة الشمسية في أسوان، ومحطة جبل الزيت لطاقة الرياح، تمثل خطوات مهمة ضمن استراتيجية مصر للطاقة حتى عام 2040، والتي تستهدف إضافة 42 جيجاوات من طاقة الرياح و25 جيجاوات من الطاقة الشمسية.
وحول التحديات، لفت إلى أن إدماج نسب متزايدة من الطاقة المتجددة يتطلب تطوير الشبكات الكهربائية والبنية التحتية، نظرًا للطبيعة المتغيرة للطاقة الشمسية والرياح.
كما شدد على الحاجة إلى استثمارات ضخمة تُقدر بنحو 55 إلى 60 مليار دولار خلال السنوات المقبلة، لاستكمال أهداف الاستراتيجية الطموحة.
وكشف سلماوي، عن وجود "المخطط الشامل للطاقة المتجددة" في مصر، والذي حدد المناطق الأكثر ملاءمة لمحطات الرياح، وبيّن أن هناك حوالي 189 ألف كيلومتر مربع من الأراضي متاحة لإنشاء هذه المحطات، بما يعادل نحو 19% من مساحة مصر، ما يمنح البلاد فرصة لإنتاج ما يصل إلى 300 جيجاوات من طاقة الرياح، وهو ما يتجاوز احتياجاتها المحلية ويفتح آفاقًا واسعة للتصدير والمشاركة في أسواق الطاقة النظيفة، مثل سوق الهيدروجين الأخضر.
