أ أ
أكدت دراسة حديثة أن زيادة إنتاجية الألبان، وبالتالي تحقيق أرباح أكبر، يعتمد بشكل أساسي على التحسين الوراثي للحيوانات. وأوضحت الدراسة أن الطرق التقليدية لتحسين الإنتاج عبر التغذية والإدارة تصل إلى حدود الإمكانات الوراثية للحيوان، بينما يكمن الحل المستدام في تطوير الإمكانات الوراثية للأجيال القادمة من خلال اختيار دقيق للحيوانات ذات الصفات الوراثية العالية كآباء.
وأشارت الدراسة إلى أن هذه العملية المعقدة والعلمية تتطلب تعاونًا وثيقًا بين المزارعين، ومقدمي خدمات التربية، ومراكز إنتاج السائل المنوي، والمعاهد البحثية لضمان نجاح برامج التحسين الوراثي. وحددت الدراسة ثلاث خطوات أساسية لتحقيق ذلك: أولًا، تحديد وتسجيل أداء عدد كبير من الحيوانات من السلالة المختارة في منطقة معينة، مع جمع بيانات تفصيلية عن إنتاج الحليب وجودته والتكاثر وتتبع نسب الحيوانات وتحديدها بشكل فريد وتسجيل جميع الخدمات المقدمة لها.
ثانيًا، الاختيار (الانتقاء) الدقيق لأفضل الحيوانات أداءً (ذكورًا وإناثًا) بناءً على قدرتها الجينية، والتي لا تعتمد فقط على المظهر الخارجي بل على الأداء الفردي وبيانات الأقارب، خاصة أداء بنات الثيران لتقدير إمكانات إنتاج الحليب. وتشدد الدراسة على أهمية استخدام التلقيح الاصطناعي لتعظيم الاستفادة من الثيران ذات الجودة الوراثية العالية.
ثالثًا، الضرب (تعظيم الاستخدام)، والذي يعني استخدام الحيوانات المختارة بشكل مكثف في برامج التربية لإنتاج جميع العجول البديلة، مع الحرص على تجنب التكاثر الداخلي واستخدام تقنيات مثل نقل الأجنة لزيادة إنتاج النسل من الحيوانات النخبة.
وفي سياق متصل، استعرضت الدراسة نموذجًا ناجحًا يتمثل في خطة جمعية ليموزين للماشية البريطانية (BLCS)، التي تستثمر بشكل كبير في التحسين الوراثي لسلالة ليموزين على مدى عشر سنوات بهدف زيادة ربحية المنتجين التجاريين. وتركز الخطة على عشرة أهداف استراتيجية تشمل تحسين سهولة الولادة، ومعدلات النمو وجودة اللحوم، وكفاءة الأعلاف، بالإضافة إلى الاستفادة من بيانات شاملة وتطوير قيم التربية الجينية لتحقيق تقدم ملموس في إنتاجية وجودة الألبان واللحوم بحلول عام 2024.
