أشادت الكاتبة سلوى بكر بصالون “الدستور” الثقافي، والذي يديره المؤرخ والشاعر والناقد شعبان يوسف، مبدية شكرها لمن شرع في استعادة الذاكرة المفقودة في التاريخ المصري من خلال هذا الصالون.
شعبان يوسف
وشهد صالون “الدستور”، حضور الدكتور حسين حمودة، والشاعر إبراهيم داود، والشاعر إبراهيم عبد الفتاح، والكاتبة عزة رياض، والإعلامية أميرة بهي الدين، والكاتبة الكبيرة سلوى بكر، والدكتور عمرو منير، والدكتور أحمد الصغير، والنائبة ضحى عاصي، والشاعر إبراهيم داود، والشاعر إبراهيم عبد الفتاح، والكاتبة هند مختار.
وقالت “بكر” خلال صالون "الدستور" في ندوة حول الأديب الكبير جمال الغيطاني: "أحببت الفكرة والجميل شعبان يوسف هو ليس مؤرخا ثقافيا بالمعنى المفهوم لكنه مؤرخ للجانب الإنساني في الثقافة وهو الجانب الذي لا يرى، ويدقق فيما وراء الكتب وهو الاهم في هذه اللحظة.
جمال الغيطاني
وعن جمال الغيطاني قالت سلوى بكر: “أنا سافرت مع الكثيرين وسافرت مع الغيطاني مرتين وهو من أكثر الناس احتراما للكاتبات، وجمال السفر معه كان شيئا محترما وقمنا بعمل ندوة في معهد جوتة في ميونيخ بألمانيا، وكانت ندوة عاصفة لأن مدرسة فرانكفورت الفلسفية حضرت بطلابها، وقلنا كل ما يمكن أن يقال عن الثقافة المصرية”.
وتابعت: “سافرت مرة أخرى مع الغيطاني لمدينة كولن بألمانيا، وحدث أننا نزلنا لنأكل وجبة الغداء، وظللنا نمشي إلى أن قابلنا مطعم كبير فوجدنا سيدة تقف أمام المطعم ومنحتنا ورقتين ودخلنا المطعم بالفعل، ورحنا ننتقي صنوف الطعام إلى أن ملأنا الصينية، فذهبنا للكاشير لكي نحاسب على الأكل فطلب منا الورقتين، واتضح أننا رميناهما في مكان ما، بعد أن اعتقدنا أنها أوراق عادية أو إعلان أو ما شابه”.
وأكملت: “ظللنا نبحث عن الورقتين لفترة، حتى أنهم منعونا من الخروج دون أن نظهر الورقتين، وفي الأخير أحضروا لنا المدير فقمنا بالإفصاح عن شخصياتنا أنا وجمال الغيطاني حتى تركنا المدير وكان موقفا في غاية الغرابة”.
صالون الدستور الثقافي
وواصلت: “أما عن منجز جمال الغيطاني الثقافي فهناك الكثير يمكن أن يقال فيه، والحقيقة بالنسبة لي فالغيطاني هو صاحب أول رواية تاريخية بالمعنى المفهوم، وهي رواية الزيني بركات، ولمن يقول إن السائرين نياما لسعد مكاوي هي أول رواية أقول إن رواية مكاوي رغم دورانها في العصر المملوكي لكنها لا تعد أول رواية تاريخية بالمعنى المتعارف عليه، لأنني ببساطة لا أعتبرها رواية تاريخية، ولذلك جمال الغيطاني رائد أنجز فتوحات في الكتابة واجتاز منطق لم يكن مجتازه من قبل، ولكن يظل نموذجا وحالة يجب النظر وتبنيها قويا فيما يتعلق بعلاقة المثقف والسلطة وعلينا أن نقول بصراحة إن السلطة والاقتراب منها ستأخذ كثيرا من إبداع الكاتب، وعندما يتحول الكاتب إلى وسيلة من وسائل السلطة تتراجع كتابته الإبداعية، وهذه حالة يجب أن ننظر إليها وبصرف النظر عن إشكاليات الثقافة المصرية خلال الستينيات؛ لأنها خرجت من معطف السياسة وحتى هذه اللحظة ظلال السياسة السلبية موجودة داخل الحياة الثقافية فكانت هناك تحزبات بعيدا عن الموضوعية وقيمة الغيطاني أنه أنجز في الرواية التاريخية ما لم ينجز من قبل”.
