أ أ
مع تزايد الاهتمام بتربية الطيور الكبيرة غير الطائرة، شهدت زراعة النعام انتشارًا واسعًا خارج موطنه الأصلي في القارة الأفريقية، وصولًا إلى أوروبا وأمريكا، حيث تم تأسيس مزارع تجارية تجمع بين النعام والطيور الداجنة الأخرى، ما جعله أحد أبرز المشروعات الزراعية الحيوانية الحديثة ذات العائد الاقتصادي المرتفع.
ويُعد النعام الشائع من طيور الراتيت، وهي مجموعة من الطيور لا تطير وتتميز بأرجل قوية تُستخدم في الحركة بدلاً من الأجنحة. وتنتمي لهذه المجموعة طيور الريا في أمريكا الجنوبية، والكاسواري والإيمو في آسيا وأستراليا، إلى جانب الكيوي في نيوزيلندا. تتميز الراتيت بصفات جسمانية متشابهة تشمل الحوض العريض، ريش غير متساوٍ، وتكاثر يقوم فيه الذكر برعاية البيض والصغار.
طائر اقتصادي بإنتاج وفير
النعام طائر ضخم، يصل وزنه عند البلوغ إلى نحو 150 كجم، ويشتهر بسرعته العالية التي تتجاوز 70 كم/ساعة عند تعرضه للهجوم، ما يعوضه عن عدم القدرة على الطيران. وتُستخدم تربيته اليوم لتوفير البيض العملاق، واللحم منخفض الدهون، والريش، والجلد الذي يدخل في صناعات جلدية فاخرة.وتتميز إناث النعام بقدرتها على وضع بيض كبير الحجم يصل طوله إلى 16 سم، ووزنه نحو 1.5 كجم، وتقوم بعملية التفريخ بالتناوب مع الذكر، الذي يتولى بعد الفقس مهمة رعاية الفراخ وتعليمها التغذية.
نظام غذائي متوازن وتكاليف معقولة
رغم حجمه الكبير، فإن النعام لا يعتمد فقط على النباتات، بل يتغذى أيضًا على الحشرات والزواحف الصغيرة والبيض أحيانًا. ويُنصح في المزارع التجارية بإطعامه خليطًا من الأعلاف الجافة والخضراء والفاكهة والمحاصيل الجذرية، مع ضرورة توفير مكملات الكالسيوم والفوسفور. ويُعد الحصى والرمل جزءًا أساسيًا من غذاء النعام، لمساعدته في طحن الطعام داخل الجهاز الهضمي.
الاستعداد لتأسيس مزرعة نعام
لبداية مشروع ناجح، يُوصى بامتلاك 10 أفدنة من الأرض لتربية 10 أزواج من النعام، مع ضرورة توفر مصدر دائم للمياه، وتوفير بيئة آمنة للصيصان التي تحتاج إلى حرارة مستقرة ورعاية مكثفة خلال أول شهرين من عمرها. كذلك، يجب دراسة سلوك النعام جيدًا قبل بدء المشروع، حيث يتميز الطائر بموسم تزاوج يبدأ في مارس ويستمر حتى سبتمبر، ويظهر الذكر خلاله سلوكًا خاصًا لجذب الإناث. فرصة استثمارية واعدة
رغم التكاليف الأولية لتربية النعام، إلا أن معدلات العائد تعتبر مرتفعة بفضل التنوع الكبير في المنتجات الناتجة من بيضه وريشه وجلده ولحمه، ما يجعله خيارًا مميزًا للمستثمرين في القطاع الزراعي والحيواني، خاصة في الدول التي تسعى لتوسيع قاعدة الإنتاج الحيواني بطرق غير تقليدية.