السبت 19/أبريل/2025 - 05:24 ص
في مثل هذا اليوم، انطفأت واحدة من أنقى شموع الفن المصري، وغاب عن دنيانا العمدة كما أحبّه الجمهور، الفنان الكبير صلاح السعدني، الذي رحل بجسده، لكنه ما زال حاضرًا في كل بيت، بصوته، ونبرته، ونظرته المليئة بالحكمة والدفء.
ذكرى وفاة صلاح السعدني
وُلد صلاح السعدني في 23 أكتوبر 1943 بمحافظة المنوفية، ومنذ صغره كان مولعًا بالفن؛ إذ نشأ في بيت يفيض بالثقافة، فشقيقه الكاتب الساخر محمود السعدني، أحد أبرز رموز الصحافة الساخرة في الوطن العربي، كان له بالغ الأثر في تكوين شخصيته، دخل كلية الزراعة، وهناك التقى بزميل دراسته الذي أصبح فيما بعد الزعيم عادل إمام، وارتبط الاثنان بصداقة طويلة تجاوزت الفن لتصل إلى عمق الحياة.
فنان يعرف قيمة الكلمة
بدأ صلاح السعدني مشواره الفني في ستينيات القرن الماضي، لكنه لم يكن كغيره يسعى إلى الانتشار السريع أو الأضواء اللامعة، كان يختار أدواره بوعي يحترم الجمهور والتاريخ معًا.
تألّق في عدد من الأعمال التي أصبحت علامات في تاريخ الدراما المصرية، على رأسها شخصية العمدة سليمان غانم في مسلسل ليالي الحلمية، والتي صارت أيقونة لا تُنسى، بل امتد تأثيرها إلى الثقافة الشعبية المصرية.
كما قدّم أعمالًا لا تُنسى مثل: أرابيسك، رجل في زمن العولمة، الناس في كفر عسكر، وغيرها من الأدوار التي مزج فيها بين الكاريزما الفطرية والتمثيل الواعي.
انسحاب في صمت.. واختيار العزلة
رغم تألقه المستمر، قرر صلاح السعدني في منتصف الألفينات الانسحاب بهدوء من الساحة الفنية، وسط تساؤلات محبيّه، لم يكن مريضًا كما أشيع، لكنه بحسب المقربين شعر بأن المناخ الفني لم يعد كما كان، وأنه لا يريد أن يكون حاضرًا بأعمال لا تليق بتاريخه.
رفض أن يظهر في لقاءات إعلامية أو يتحدث كثيرًا، واختار العزلة، ومع كل ظهور نادر له، كان الجمهور يلاحق صوره بالدعاء والشوق.
شهادات لا تُنسى
في إحدى المناسبات، وصفه الفنان محمد رياض قائلًا: كان بيعتبر إن الفن رسالة حقيقية، وكان بيحترم الكلمة لدرجة إنه ممكن يرفض عمل بسبب جملة مش مقنعة، أما عادل إمام، فعند سؤاله عن السعدني، اكتفى بالقول: صلاح.. أخويا اللي ما جبتوش أمي.