مثل طبقات الشعب المصري وحفر اسمه على جدار السينما والدراما وأذهان الجمهور، كون شهرته ونجوميته بدون تريند مبتذل وخطواته محسوبة منذ بدايته، فهو الشاب الصعيدي الفقير الباحث عن الحب في دكان شحاتة، والقاهري المكافح الباحث عن لقمة العيش في شارع عبد العزيز، والصعيدي ابن الأكابر في يونس ولد فضة، دخل قلوب جمهوره بشخصية الشيخ حاتم الشناوي في فيلم مولانا، وأصبح من ملوك الجدعنة في مسلسله مع مصطفى شعبان، هو النجم عمرو سعد.
القاهرة 24، أجرى حوارًا مع الفنان عمرو سعد، بعد النجاح الذي حققه في دراما رمضان 2025، للحديث عن مسلسله سيد الناس، والكشف عن آرائه في بعض الموضوعات وتفاصيل خططته الفنية المستقبلية.
- في البداية.. حدثنا عن مسلسل سيد الناس وردود الفعل؟
مسلسل سيد الناس عودة لي بعد غياب عام عن الدراما الرمضانية، كنت حريص أن أعود بشكل مختلف عن ما قدمته خلال السنوات الماضية من حيث دخول عالم مختلف بطعم جديد، ومن هنا اتفقت على العمل مع المخرج محمد سامي من قِبل الشركة المنتجة، والتي عملت على توفير جميع الإمكانيات الضخمة التي احتاجها سامي في تنفيذ العمل، وأوكلت له الاختيار وكتابة موضوع العمل كما يرى وتوافرت جميع العناصر الممتازة من أجل هذا المشروع.
- هل تناقشت مع المخرج محمد سامي في سيد الناس وغيرت بعض الأحداث؟
المخرج محمد سامي، طلب أن يختار قصة مسلسل سيد الناس، ويساهم في كتابتها حسب تقديره للشكل الجديد الذي سيقدمني من خلاله للجمهور.
- كيف رأيت الجانب الكوميدي في شخصية الجارحي أبو العباس؟
سيد الناس لم يكن العمل الدرامي الأول الذي أقدم فيه الجانب الكوميدي بشخصياتي، حيث إنني قدمت الكوميديا بالدراما من خلال يونس ولد فضة، وملوك الجدعنة وغيرها من الأعمال، وفي كل مرة كان هناك نوعًا جديدًا من الكوميديا خاصة وأنني أحب الكوميديا النابعة من المواقف والتمثيل، وهذا ما توفر في شخصية الجارحي أبو العباس بمسلسل سيد الناس، إذ مر بالعديد من المواقف والمتاعب بشكل كوميدي.
ومن المهم لدي أن أقدم شخصيات لها لمسات كوميدية لأنني مؤمن أننا كمصريين نعشق الضحك والنكتة، وهذا ما يقرب الشخصيات من الجمهور الواقعي.
- ما أهم صفات شخصية الجارحي؟
حاولنا وضع صفات بها لمحات أو تشابه من أصالة الشخصية المصرية في شخصية الجارحي أبو العباس، مثل مساعدة الآخرين وتحمل مسؤولية أهله وعائلته، والصبر وعشق الأسرة وقدر من الشهامة، وكل إنسان في بلادنا يمتلك جوانب رائعة عندما يتم تفعيلها نحقق معجزات.
- هل كنت تعلم ماذا تعني كلمة عنقودي قبل مشاركتك في سيد الناس؟
لم أكن أعلم معنى كلمة عنقودي في بداية الأمر، ثم شعرت بأن معناها خلايا عنقودية وهو صحيح لأنها خلايا متشعبة وكل طرف بها ليس له علاقة بالطرف الآخر، وهذا تعبير استخدمه المؤلف بشكل كوميدي لكنه انتشر في الشارع.
- الجمهور تفاجأ بشخصية اعتماد.. كيف كان تعاونك مع الفنانة إلهام شاهين؟
تشرفت بالعمل مع نجمة كبيرة ولها تاريخ مثل إلهام شاهين، هي نموذج للالتزام في العمل وفيها جدعنة الست المصرية الأصلية، كما أنني كنت محظوظ بالعمل مع نجوم كبار بمسلسل سيد الناس مثل الفنان أحمد رزق، وأحمد زاهر، ومنة فضالي، وسلوى عثمان، وإنجي المقدم، أخشى أن أنسى أحدًا ولكنهم جميعهم رائعين.
- سيد الناس تصدر التريند قبل عرضه.. هل يهتم عمرو سعد بالتريند؟
يهمني التريند كمؤشر للحديث عن العمل أو تداوله بين الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي، وأفهم وأتعلم منه الجديد، وأرى من خلاله اهتمام الجمهور في اللحظة الحالية على مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن ما يُكمل ردود الفعل هو الشارع والكتل الصامتة التي يتم تحديدها من خلال أساليب رصد مختلفة.
- الجمهور دائمًا ما يقارن أعمال محمد سامي ببعضها البعض.. هل قلقت من المقارنة؟
لم يقلقني شيء خلال عملي مع المخرج محمد سامي، لأن كل مخرج له أسلوبه الخاص، وسامي من المخرجين الذين يمتلكون شخصية واضحة في عناصره الفنية، ويعلم ما يريده ونحج في الوصول إلى الشارع المصري بأعماله بشكل عام.
- مؤخرًا اتجه بعض الفنانين لـ إجراء مسابقات لجمهورهم.. كيف رأيت ذلك؟
كل نجم أو شركة لها الحق والحرية في استخدام كل سُبل الترويج وهذا ليس خطأ بل موجود في كل دول العالم، ولكن دائمًا المحتوى هو الأساس والعمل الممتع يتعلق به الجمهور، وحضن الجمهور يساع كل الأعمال الممتعة التي تضيف له.
- تعاملك مع السوشيال ميديا محدود.. ما السبب؟
تعاملي مع السوشيال ميديا محدود لأنني إذا لم أكن ممثل أٌفضل أن أكون من الجمهور، أتابع السوشيال ميديا في وقت فراغي بحساب، وأهميتها في الدعاية أو عرض الأعمال مهمة جدًا، وهذا يخص شركات الإنتاج والمحطات، أما أنا أضع مجهودي في عملي والشخصيات التي أُقدمها حتى لا أتحول إلى فنان افتراضي في عالم افتراضي وأكتفي بمتابعة الجمهور لأعمالي في الحياة أو حياتي الشخصية وأدخل في طريق التريند وهذا شيء خطير، لأنه يمكن أن يكون جيدًا للمؤثرين أو الإعلام، ولكن عمل الممثل ليس على السوشيال ميديا وأنا لا أريد أي شيء يؤثر على تركيزي كممثل.
- أغاني أحمد سعد تُزين أغلب أعمالك.. حدثنا عنه وعن نجاحه الأخير في ألبوم حبيبنا
أحمد سعد كان معبرًا عن العديد من الشخصيات التي قدمتها بداية من فيلم دكان شحاتة حتى مسلسل سيد الناس، وصوت أحمد سعد يزين أي عمل فني ويعطيه صدق.
شعوري بالفخر بـ شقيقي أحمد لم يتغير منذ يوم تقديمه في معهد الموسيقى العربية، عندما انتظرته خارج غرفة الاختبارات وحضنته وقت معرفتي باجتيازه ونحاحه، حتى صدور ألبومه الأخير حبيبنا، وهو دائمًا ما ينفعل ويشعر بالفرح بنجاحي أكثر مني.
- دائمًا ما تخفي حياتك الشخصية بعيدًا عن الجمهور والسوشيال ميديا على عكس شقيقك أحمد.. هل نصحته بذلك؟
لم أتعمد إخفاء حياتي الشخصية عن السوشيال ميديا، ولكن حقًا التمثيل يأخذ كل مجهودي وتفكيري، ولكني قررت بعد فترة وقريبًا سأنشر مذكراتي من زوايا جديدة وسأروي رحلتي في الفن من بدايتها وسأكشف جميع الأسرار والصعوبات ومواقف رفقة العديد من الشخصيات، وذلك بعد اكتشافي أن لدي مع أحكيه لجمهوري بالفعل.
ولم أنصح شقيقي أحمد سعد، بالابتعاد عن السوشيال ميديا أو غيره، ولكنه يتصرف بشكل تلقائي وقرارته سريعة أحيانًا، وشخصيته لائقة بحكم عمله والحفلات لأنه مطرب والمطرب ظهوره مستمر في الحفلات والمناسبات، وهذا يمكن أن يكون أمر طبيعي.
- هل هناك قضية تتمنى تناولها في عمل فني؟
حاليًا مشغول بتقديم فيلمين للسينما أحلم أن يكونا هدية للجمهور، وانتهيت مؤخرًا من تصوير فيلم الغربان، وهناك فيلم آخر سأبدأ في تصويره قريبًا وسيكون عمل لايت كوميدي بمشاركة عدد كبير من النجوم.
- وماذا عن حلم تجسيدك لـ الشعراوي وأحمد زويل؟ هل سنرى أي منهما قريبًا؟
أتمنى وأحلم بتجسيد العالم الجليل أحمد زويل والشيخ الشعراوي، وأُفكر جديًا في تجسيد السيرة الذاتية للنجم الكبير أحمد زكي، والذي عرض عليا عمل سيرته الذاتية مرتين، المرة الأولى اعتذرت لأنني كنت صغير وخشيت من تقديم سيرته وهو ما زال على قيد الحياة، حيث المخرج مجدي أحمد علي، عرض عليه تقديم سيرته الذاتية وهو على قيد الحياة كما يفعل ممثلين هوليوود، ووقتها رشحني له النجم أحمد زكي، وبعد رحيل أحمد زكي عُرض عليا تجسيد سيرته ورفضت الفكرة لتخوفي وقررت وقتها أن أثبت نفسي للجمهور أولًا ويكون لي شخصية وكيان عند الجمهور، ومن ثم أجسد سيرة النمر الأسود، لأن الأستاذ أحمد زكي قيمة كبيرة وتاريخ كبير.
ومصر لديها ملهمين في كل الأجيال، نجيب محفوظ، والرئيس الراحل محمد أنور السادات، والعالم الجليل أحمد زويل، جميعهم شخصيات عظيمة وملهمة للعالم وليس الشباب في مصر فقط، وسيكون هناك الكثير، ومصر غنية بـ الموهوبين وأصحاب العقول المستنيرة، مصر صدرت ثقافتها وفنها بداية من الفراعنة إلى الآن، وهذا يعكس ثرواتنا الطبيعية في الإنسان المصري.
