تناول تقرير عبر صحيفة طهران تايمز الإيرانية، الاثنين، العلاقات الايرانية الروسية، مشيرة الى أن ايران وروسيا يكرسان تحالفاً طويل الأمد.
وأفادت الصحيفة في تقرير صادر لها أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صادق على معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين روسيا وإيران، مكتملًا بذلك المسار التشريعي للمصادقة على الاتفاق في موسكو.
موافقة مجلسي الفيدرالية الروسية والدوما
وكانت المعاهدة قد حظيت في وقت سابق بموافقة كلا مجلسي الجمعية الفدرالية الروسية: مجلس الدوما في 7 أبريل، ومجلس الاتحاد في 15 أبريل.
وقد نُشر نص المعاهدة رسميًا على بوابة المعلومات القانونية التابعة للحكومة الروسية، ويؤسس الاتفاق لإطار طويل الأمد من التعاون في مجالات الدفاع، ومكافحة الإرهاب، والطاقة، والمال، والنقل، والزراعة، والثقافة، والعلوم، والتكنولوجيا.
وتم توقيع الاتفاق لأول مرة في 17 يناير خلال الزيارة الرسمية التي أجراها الرئيس الإيراني مسعود پزشكيان إلى موسكو، في مراسم أقيمت في الكرملين.
واشار التقرير إلى أن الاتفاق بين إيران وروسيا يكرسان كـ"شريكين استراتيجيين"، مع تأكيد الطرفين التزامهما بالتعاون العميق في مواجهة التحديات الخارجية.
وخلال زيارته الأخيرة إلى موسكو، سلّم وزير الخارجية الإيراني رسالة من قائد الثورة الإسلامية، السيد علي خامنئي إلى الرئيس بوتين.
وفي مقابلة مع قناة "آر تي" الروسية، شدّد الوزير الإيراني على أهمية المعاهدة، قائلًا:"لم تكن العلاقات الإيرانية–الروسية يومًا بهذا القرب أو القوة."
واضاف: "هذه الاتفاقية ترتقي بعلاقاتنا إلى مستوى استراتيجي، وتوجه رسالة واضحة للعالم: شراكتنا طويلة الأمد، ولا تتأثر بالاضطرابات قصيرة المدى."
ويتبقى تفعيل المعاهدة مرهونًا بموافقة طهران.
وأشار نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى أن "البرلمان الإيراني من المتوقع أن يصادق على الاتفاق خلال الأيام القليلة القادمة"، مع توقعات بتفعيل كامل للمعاهدة خلال أسابيع.
ويُعد الاتفاق الممتد لـ20 عامًا (قابل للتجديد بموافقة الطرفين)، خطوة نحو "مأسسة" التعاون الذي شهد بالفعل نموًا كبيرًا في السنوات الأخيرة.
ويرى المحللون أن المعاهدة تمثل ثقلًا استراتيجيًا مضادًا للضغوط الغربية، حيث يصفها الطرفان بأنها "قوة استقرار" في ظل الاضطرابات العالمية.
وتنص المعاهدة صراحة على رفض "الإجراءات القسرية الأحادية"، في إشارة إلى العقوبات التي تقودها الولايات المتحدة ضد إيران وروسيا.
وخلص التقرير مع اقتراب بدء تنفيذ الاتفاق، يُتوقع تسارع وتيرة التبادل التجاري والمشاريع المشتركة، بما في ذلك ممر النقل الدولي بين الشمال والجنوب، ويُنظر إلى المصادقة على الاتفاق بوصفها لحظة فاصلة في العلاقات بين إيران وروسيا، تمهّد لتحولات جديدة في موازين الجغرافيا السياسية في منطقة أوراسيا.
