قال الكاتب السوداني طاهر المعتصم، إن الأزمة الإنسانية في السودان تشهد تفاقمًا متسارعًا، لا سيما في إقليم دارفور وكردفان، مؤكدًا أن الحصار الذي تفرضه ميليشيا الدعم السريع على مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، هو الأكثر قسوة حتى الآن، حيث تسبب في انعدام السلع الأساسية، وارتفاع أسعار المواد الغذائية، ونفاد الأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة.
جرائم ضد الإنسانية
وأوضح "المعتصم"، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن الهجمات الأخيرة على معسكري زمزم وأبو شوك للنازحين، قرب مدينة الفاشر، أسفرت عن "جرائم ضد الإنسانية" راح ضحيتها المئات من المدنيين الأبرياء، وهو ما أثار إدانات إقليمية ودولية واسعة، مشيرًا إلى أن هذه الانتهاكات تركت أثرًا عميقًا لدى أسر الضحايا، لكنها لم توقف التصعيد الميداني حتى اللحظة.
وفي حديثه عن تطورات الأوضاع في كردفان، أشار إلى أن العمليات العسكرية ما زالت مستمرة بين الكر والفر، دون ترجيح واضح لكفة أي من الطرفين، وسط استمرار الانتهاكات بحق المدنيين، بينما تشهد العاصمة الخرطوم، وتحديدًا غرب أم درمان، محاولات متكررة من ميليشيا الدعم السريع لاستهداف مواقع عسكرية حساسة، بما في ذلك معسكرات تابعة للشرطة والقوات المسلحة، والتي تم صدها مؤخرًا من قبل الجيش السوداني.
وأكد "المعتصم"، أن استخدام الطائرات المسيرة لضرب منشآت حيوية كالمطارات ومحطات الكهرباء والمياه يمثل "جريمة إنسانية موثقة"، لا سيما أن المتضرر الأول منها هم المدنيون في مختلف أنحاء السودان.
وختم "المعتصم" تصريحه بالقول: "لا يمكن لأحد أن يتنبأ بمآلات الحرب في ظل غياب الإرادة السياسية لإنهائها، واستمرار التعنت من قبل أطراف النزاع"، مشيرًا إلى أن إقالة وزير الخارجية الدكتور على يوسف مؤخرًا تؤكد حجم التوتر والارتباك، وتُصعّب من مهمة التوصل إلى حل شامل في المدى القريب.