فايز عباس لـ"الدستور": الحرب في غزة وسيلة لتعزيز السلطة السياسية لـ نتنياهو - نجوم مصر

قال الباحث السياسي الفلسطيني فايز عباس، بشأن الأحداث المشتعلة في قطاع غزة، إن تجدد القتال العنيف هناك ليس مجرد تصعيد عسكري، بل يعكس أزمة عميقة في السياسة الإسرائيلية الداخلية.

الاحتلال الإسرائيلي لا يسعى للعودة إلى طاولة المفاوضات بشروطها 

وأضاف عباس في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن الاحتلال الإسرائيلي لا يسعى للعودة إلى طاولة المفاوضات بشروطها، بل يحاول تحويل الأنظار عن القضايا الداخلية الملحة، وخاصة محاولة الإطاحة برئيس الشاباك، رونين بار، ورفض المجتمع الإسرائيلي القوي لسياسات بنيامين نتنياهو.

وأشار عباس إلى أن نتنياهو قد لجأ مجددًا إلى خيار الحرب كوسيلة لإعادة شخصيات مثل بن غبير إلى الحكومة، مما يضمن له تأمين إقرار الميزانية العامة في الكنيست. ويعمل على تصوير تصعيد القتال كجزء من استراتيجية وطنية، بينما الهدف الحقيقي هو تعزيز موقعه السياسي وتلبية مصالحه الشخصية للبقاء في السلطة.

وأوضح أن ادعاءات نتنياهو بأن المفاوضات ستجرى تحت قصف قطاع غزة ليست سوى محاولة لتضليل الرأي العام الإسرائيلي. وأكد أن العائلات التي فقدت أبناءها أو لا تزال قيد الاحتجاز خرجت في مظاهرات حاشدة تعبر عن رفضها لتجديد الحرب، مشيرة إلى أن هذا التصعيد يهدد حياة أبنائهم.

كما أضاف أن عائلات المحتجزين أبلغت نتنياهو بأن تصرفاته تضع أبناءهم في خطر الموت، وأنهم لن يقبلوا بأن يكونوا جزءًا من لعبة سياسية تستخدم فيها أرواح الأبرياء كوسيلة للضغط، ووتأتي الحرب التي يخوضها نتنياهو على حساب أطفال فلسطين الذين يتحملون ثمن هذه المصالح الضيقة.

وأكد عباس أننا أمام مشهد مأساوي حيث تتحول حياة الناس إلى أدوات لتحقيق أهداف سياسية ضيقة، مشددًا على أن غزة تدفع ثمن الصراع السياسي في إسرائيل، مما يستدعي تدخل المجتمع الدولي للضغط من أجل وقف العدوان وفتح قنوات الحوار الحقيقية، بعيدًا عن المزايدات السياسية التي تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة.

وأشار إلى أن أي حل مستدام يتطلب من القادة الإسرائيليين إعادة التفكير في استراتيجياتهم وإدراك أن استخدام القوة العسكرية لن يؤدي إلا إلى مزيد من التوتر والدمار. آن الأوان لوضع حد لهذا السلوك والتوجه نحو حلول قائمة على التفاهم والاحترام المتبادل، بعيدًا عن استغلال الأزمات لتحقيق مكاسب شخصية.