تناول الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، في حديثه عن عجائب القرآن الكريم في سورة القصص (الجزء العشرون)، الدلالات العميقة التي يحملها النص القرآني في كشف طبيعة العلو والفساد، مستشهدًا بقول الله تعالى: "إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ".
فساد فرعون في كلمتين
وفي حلقة جديدة من برنامج "اللؤلؤ والمرجان"، المذاع عبر قناة "دي إم سي"، أوضح الأزهري أن القرآن الكريم لخص طبيعة فساد فرعون في كلمتين فقط: العلو والإفساد، حيث يمثل الاستبداد والطغيان مع نشر الفساد آفتين خطيرتين تؤديان إلى الهلاك.
وأضاف أن هاتين الصفتين لم تقتصرا على فرعون فقط، بل وردتا أيضًا في وصف بني إسرائيل في سورة الإسراء: "وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا"، مما يثبت أن العلو المصحوب بالإفساد يعد سببًا رئيسيًا للعقاب الإلهي عبر التاريخ.
وأشار الأزهري إلى أن القرآن الكريم يقدم في نهاية سورة القصص المقياس الحقيقي للصلاح، حيث يقول الله تعالى: "تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا".
وأكد أن الصلاح والتقوى يرتبطان بالبعد عن الطغيان والفساد، موضحًا أن الله يرفع من يشاء بفضله، وليس بالاستبداد أو التسلط، وهذه الآية بمثابة درس عميق للإنسان في فهم طبيعة الارتقاء الحقيقي، الذي لا يتحقق إلا بالعمران والإحسان، وليس بالظلم والاستكبار.
