أجرى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الثلاثاء مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في وسط الأحداث المشتعلة سواء في الشرق الشرق الأوسط أو في أوكرانيا أيضًا.
حملت الأيام الأخيرة تطورات جديدة في الحرب الروسية على أوكرانيا، وتصدرت أخبارعملية كورسك العناوين الرئيسية في الصحف الغربية، وفي الوقت نفسه عاد الحديث عن مقترحات وقف إطلاق النار ووقف الحرب.. فكيف تتحرك كييف خلال التطورات الأخيرة؟
أهداف عملية كورسك
عسكريًا، القوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك في صد الوحدات الروسية والكورية الشمالية، حيث تعيد وحدات من قوات الدفاع الأوكرانية تجميع صفوفها وتتراجع إلى مواقع دفاعية.
من جانبه، صرّح القائد العسكري الأعلى لأوكرانيا، الجنرال أوليكساندر سيرسكي، الأسبوع الماضي حول استمرار القتال في ضواحي سودجا والمناطق المحيطة بها بمنطقة كورسك، وأضاف أن الجيش الأوكراني يعتزم "الحفاظ على دفاعاته لأطول فترة ممكنة"؟
فيما شرحت تقارير إعلامية أن العملية في كورسك حققت أهدافها الرئيسية والتي كانت متمثلة بالضغط على القوات الروسية حتى انسحابها من اتجاهي خاركيف وبوكروفسك، مما ساعد على استقرار خط الجبهة.
رأى سيرغي زغوريتس، مدير شركة الاستشارات الأوكرانية "ديفينس إكسبريس"، لـ DW : "أنه ليس من المنطقي سياسيا أن تحتفظ كييف بمواقع في منطقة كورسك لاستخدامها في تبادل إقليمي محتمل بين أوكرانيا وروسيا، لأن الرئيس الأمريكي ترامب تجاهل هذا الأمر تماما باعتباره مكونا محتملا للمفاوضات".
وأوضح الخبير الدفاعي أن "الأهداف العسكرية أصبحت لها الأولوية الآن، وقد تم تحقيقها إلى حد كبير: وهي تقليل المخاطر على منطقة سومي في أوكرانيا، وتحويل عدد معين من القوات الروسية من جبهات أخرى، وإلحاق أقصى قدر من الضرر بها.
فيما قيم نيكو لانغ، المستشار السابق لوزارة الدفاع الألمانية، عملية سورك بأنها ناجحة، حيث رأى، إنه طالما القتال مستمرًا في منطقة كورسك، فإن هذه القوات لا تشارك في القتال في أوكرانيا. وما دام الروس ينشرون قواتهم الجوية لإلقاء قنابلهم الانزلاقية على قراهم الروسية، فإن هذه القنابل لا تسقط على المدن الأوكرانية، وهو ما يعد تشتيتًا واضحاَ للقوات الروسية.
وبحسب رأي المستشار الألماني، كشفت عملية كورسك ضعف الجيش الروسي، حيث طالب الكرملين بطرد القوات الأوكرانية من الأراضي الروسية بأسرع وقت ممكن، لكنه لم يتمكن من ذلك.
مقترحات وقف إطلاق النار
أفادت تقارير غربية رفض بوتين اقتراح وقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا، وهو المقترح الذي وافقت عليه أوكرانيا بعد محادثات مع الولايات المتحدة في جدة، فيما أفادت تقارير أخرى أن الجيش الروسي يخطط هجمات على زابوريجيا وخاركيف وسومي بهدف توجيه كما يبدو إنذارات نهائية لأوكرانيا أو كنوع من الضغط على كييف.
أوكرانيا من جانبها، تقبل بوقف الهجمات على قطاع الطاقة والملاحة البحرية، لكنها تنتظر حاليًا مقترحات ملموسة، فيما ترى أن الشرط الرئيسي لوقف الضربات هو أن تلتزم روسيا بالاتفاقية، وإلا فإن أوكرانيا ستردّ بالمثل.
الضغوط الروسية على أوكرانيا ليست عسكرية فحسب، وفقًا لما أفادت به الاستخبارات الحربية الأوكرانية، تعمل روسيا على توسيع عدد وحدات العمليات الإعلامية والنفسية ضمن قواتها المسلحة، وهو ما يهدف إلى نية الكرملين في تصعيد الهجمات الإعلامية والنفسية ضد أوكرانيا، وهو ما يمكن تفسيره بأنه بسبب الإخفاقات الروسية في تحقيق الأهداف المعلنة في ساحة المعركة، مما يدفعها بشكل ما إلى الاعتماد بشكل متزايد على الحملات الدعائية لإضعاف معنويات الأوكرانيين من جهة، واعتبارها أداة للضغط على كييف للموافقة على الاستسلام في المفاوضات بشروط بوتين.
موقف أوكرانيا بشأن إنهاء الحرب
أوكرانيا من جانبها وضعت شروطًا واضحًا لإنهاء الحرب بشكل عادل، ورغم الضغوط الشديدة إلا أن أوكرانيا لازالت متمسكة بالمباديء التي أعلنت عنها سابقًا، وهي المباديء التي أعلنت الدول الأوروبية تبنيها.
فيما يرى المراقبون في أوروبا أن إنهاء الحرب سيأتي بعد أن تمارس أوكرانيا وشركاؤها ضغطا مشتركا على روسيا لإنهاء الحرب والانخراط في دبلوماسية صادقة، وبحسب تلك وجهة النظر فإن تأثير العقوبات على روسيا هو الذي سيدفعها إلى بدء عملية سلام.
بينما تشدد أوكرانيا، أن مسألة أخذ رأي روسيا بشأن قوة حفظ السلام في الاعتبار أمر غير مقبول، لأن أوكرانيا دولة ذات سيادة، ولن تعترف كييف أبدًا بالأراضي الأوكرانية المحتلة مؤقتا كجزء من روسيا ولن توافق على تجميد النزاع دون ضمانات أمنية.
