قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين، إن مقام الإحسان ليس متاحًا للعامة، ويتطلب تجهيزًا خاصًا فى تربية الإنسان لنفسه وانضباطه على أحكام الشرع، ووصايا النبى، صلى الله عليه وسلم، فى هذا الباب.
ولفت شيخ الأزهر، خلال حديثه ببرنامج «الإمام الطيب» المذاع على قناة «أون»، أمس، إلى أن «جبريل»، عليه السلام، لما جاء فى هيئة شخص مسافر جلس إلى النبى، صلى الله عليه وسلم، وسأله عن الإسلام، كانت إجابة النبى: «الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وأن تقيم الصلاة وتؤتى الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلًا»، كما سأل «جبريل» عن الإيمان، فقال النبى «أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله»، ثم سأل عن الإحسان، فقال «الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك».
وأوضح «الطيب» أن الإحسان معناه يتغير من شىء لشىء، ومعنى أن تعبد الله كأنك تراه يعنى أنك تراقب نفسك وتراقب حق الله عليك، فتكون لك عصمة من الانحراف الأخلاقى والإنسانى والعقدى.
وأضاف: «إننا بأمس الحاجة للتخلق بأخلاق اسم الله الرقيب، وأن يكون فى داخلنا رقيب من الله سبحانه وتعالى، ومشاهدة الله القلبية فى أمورنا هى ما نحتاج إليه للتغلب على ما يحدث لنا من نكبات وشدة وضيق فى العيش، وهذه المشاهدة والمراقبة تعود على العبد بالبركة وإتقان العمل، ما يعود على المجتمع بالتنمية الاقتصادية، ويعود على البيت والزوج والأولاد، فالحياة كلها تتكامل وتتقدم بسرعة».
وتعليقًا على تقصير بعض الآباء فى تربية أبنائهم بحجة الحرية الشخصية، قال شيخ الأزهر: «الآباء مشغولون والأمهات مشغولات بأمور غير حقيقية عن تربية الأبناء، وهى كارثة التقدم التقنى فى عصر المرئيات، وعلى الأب أن يتحمل مسئوليته أمام الله، خاصة أن الولد محاط بجيوش من المغريات المفسدات، وكذلك البنت والأم».
وأردف: «لا بد من إحياء مسئولية الرقابة، ولا أعنى التدخل فى كل صغيرة وكبيرة، وإنما فى الخط العام، حسب مقتضيات عاداتنا وتقاليدنا، ونحتاج أيضًا تدخل المسئولين لأن يحجبوا المنصات التى تقتحم علينا غرف النوم، وبقدر الإمكان يجنبوننا هذا».
