كشفت وكالة رويترز عن تطور جديد في ملف العلاقات المتوترة بين دمشق وواشنطن، حيث قدمت سوريا رداً خطياً على قائمة شروط أمريكية تتعلق برفع جزئي محتمل للعقوبات المفروضة عليها.
الرسالة التي حصلت عليها وكالة رويترز، تظهر أن دمشق أبدت استعداداً لتنفيذ بعض المطالب الأمريكية، بينما أكدت أن تنفيذ بعضها الآخر يتطلب تفاهمات متبادلة مع واشنطن.
شروط أمريكية ودمشق ترد
في خطوة نادرة، سلمت واشنطن لدمشق قائمة من 8 شروط لبدء عملية تخفيف العقوبات، تتراوح ما بين ملفات أمنية ودبلوماسية حساسة، أبرزها:
تدمير ما تبقى من مخزون الأسلحة الكيميائية
عدم منح أي أجانب مناصب قيادية في الحكومة السورية
إصدار إعلان رسمي يحظر الفصائل الفلسطينية المسلحة
السماح للولايات المتحدة باستهداف من تعتبرهم تهديداً أمنياً
رد دمشق أشار إلى أنها نفذت بعض هذه البنود، بينما شددت على أن البعض الآخر، مثل إبعاد المقاتلين الأجانب أو السماح بضربات أميركية، يحتاج إلى تنسيق مشترك.
السلاح الكيميائي وأوستن تايس
تضمنت الوثيقة السورية تعهداً بفتح مكتب خاص في وزارة الخارجية للبحث عن الصحفي الأميركي المختفي أوستن تايس، بالإضافة إلى استعراض مفصل لإجراءات التخلص من الأسلحة الكيميائية، وتعزيز التعاون مع منظمة حظر الأسلحة الكيماوية.
واشنطن: نقيم الرد والتطبيع ليس قريباً
أكد متحدث باسم الخارجية الأمريكية تسلم بلاده الرد السوري، لكنه رفض التعليق على مضمونه مكتفياً بالقول: "نقيّم الرد حالياً"، مشيراً إلى أن الاعتراف بأي حكومة سورية مستقبلية أو إعادة تطبيع العلاقات سيعتمد على تنفيذ إجراءات بناء الثقة.
ترامب هدد بموقف متشدد
ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال، فإن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوّحت باتخاذ خطوات صارمة إذا لم تمتثل دمشق للشروط، بما في ذلك قمع المتطرفين وطرد الفصائل الفلسطينية مقابل رفع محدود للعقوبات.

هل تتجه العلاقات إلى انفراجة؟
يبقى الغموض يحيط بمستقبل العلاقة بين دمشق والولايات المتحدة، في ظل استمرار الشروط الصعبة والتباين في وجهات النظر حول تنفيذها.
لكن الرسائل المتبادلة، رغم حساسيتها، قد تمثل بداية مسار طويل نحو تفاهم مشروط قد يغيّر مستقبل الملف السوري.