أكد اللواء علي حفظي، مساعد وزير الدفاع ومحافظ شمال سيناء الأسبق، أن حرب الاستنزاف التي بدأت بعد هزيمة يونيو 1967 كانت هى الممهد الحقيقي لنصر أكتوبر 1973.
وقال حفظي إن تلك الحرب لم تكن مجرد مواجهة تكتيكية، بل عملية طويلة الأمد سعت خلالها القوات المسلحة لاستعادة هيبتها وتطوير قدراتها العسكرية استعدادًا ليوم المواجهة الكبرى.
أشار مساعد وزير الدفاع الأسبق، خلال مشاركته في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، إلى أن حرب الاستنزاف التي استمرت نحو 500 يوم من 1967 - 1970، كانت حربًا نفسية وعسكرية في آن واحد ففي هذه الفترة خضع الجيش المصري لتدريبات مكثفة وطُبِّقت خطط استراتيجية جديدة لتعويض الخسائر وتعزيز الجاهزية كانت الحرب صراعًا مريرًا في ظل تحديات كبيرة إذ كانت القوات المسلحة المصرية تواجه تحديات ضخمة في الموارد والإمكانات، بينما كانت تتصدى لعدو يمتلك تفوقًا تكنولوجيًا وعسكريًا.
وأوضح حفظي أن حرب الاستنزاف كانت بمثابة إعادة بناء الجيش المصري، حيث أسهمت في تطوير التكتيكات القتالية، وتنفيذ آلاف العمليات العسكرية ضد العدو، ما ساعد في تحسين قدرة الجيش على التكيف مع ظروف المعركة وتخفيف الضغوط النفسية والمعنوية، لافتًا إلى أن هذه الحرب كانت تشكل أرضًا خصبة لتطوير الروح المعنوية للجنود وضباط الجيش المصري الذين كانوا يؤمنون بأن النصر في المستقبل سيكون حتميًا.
وواصل أن هذه العمليات التي قام بها الجيش كانت تستهدف إضعاف العدو وزعزعة ثقته، ونجح الجيش المصري في إرباك العدو الإسرائيلي على مختلف الجبهات، كما أشار إلى أن القيادة العسكرية في مصر وعلى رأسها الرئيس عبد الناصر قررت أن تكون حرب الاستنزاف وسيلة لإعادة ترتيب الأوراق وتهيئة الظروف التي تُمكن الجيش من خوض معركة كبيرة في المستقبل.
وشدد محافظ شمال سيناء الأسبق على أن المعركة الرمضانية في أكتوبر 1973 كانت نتيجة مباشرة لحرب الاستنزاف، حيث تم استغلال الوقت لتطوير قدرات الجيش المصري استراتيجيًا وعسكريًا، وتمكن الجيش من تحقيق تفوق ملحوظ في المعركة بفضل كل التجارب التي اكتسبها من حرب الاستنزاف.
كما شدد على أن حرب الاستنزاف كانت البداية الحقيقية لمشروع استعادة الأرض والكرامة المصرية، وهى التي جعلت الجيش المصري جاهزًا للانتصار في حرب أكتوبر التي كان لها أثر بالغ في تغيير مجرى التاريخ في المنطقة.
