“الشهرة” رغم بريقها الظاهري، تحمل في طياتها أعباء قد لا يراها الجمهور خلف الكواليس. كثيرًا ما تساءلت الفنانات: هل المعجبون نعمة أم نقمة؟ والإجابة تبقى معلقة بين حب صادق ومضايقات مرهقة. فقد تحولت حياة بعضهن إلى فصول من الإزعاج المتكرر، وأصبحت أوقات الراحة حلمًا مؤجلًا.
من أبرز تلك المتاعب المكالمات الهاتفية المزعجة، خاصة في ساعات متأخرة من الليل. تتذكر الفنانة مديحة يسري كيف كان الهاتف يرن بعد منتصف الليل، ليبدأ حوارًا غريبًا كالتالي:
– من المتحدث؟
– أنا معجب بيكي ولا أستطيع النوم بسبب حبك.
– ولكن الوقت متأخر، ولا يصح الاتصال الآن.
– أعتذر، فقط أريد أن أقابلك لأحكي لك عن آلامي بسببك!
ثم تنتهي المكالمة بغضب، وصوت السماعة يغلق على استياء.
ولم تكن هذه الحوادث فردية أو عابرة، بل جزء من ظاهرة عاشها عدد من نجوم الزمن الجميل:
شادية: من أشهر الفنانات اللواتي اشتكين مرارًا من المكالمات المزعجة، وكانت تروي أن بعض المعجبين كانوا يلاحقونها بالتليفون حتى في أوقات متأخرة، مما دفعها لتغيير رقم هاتفها أكثر من مرة.
سعاد حسني: كانت تتلقى الكثير من الرسائل والمكالمات الغريبة، من معجبين يطلبون الزواج أو التدخل في أمورهم الشخصية، وكانت تضحك أحيانًا على غرابة الطلبات لكنها تعبت نفسيًا منها مع الوقت.
هدى سلطان: تحدثت في حوارات سابقة عن أن بعض المعجبين كانوا يطلبون وساطتها في تعيينات حكومية، وكأنها “واسطة الخير”، رغم أنها لا تمتلك تلك السلطة.
فاتن حمامة: بالرغم من هدوئها ورقيها، عانت من تضييق الجمهور عليها في الأماكن العامة، وكانت تختار مطاعم معينة تدخلها فقط في أوقات محددة لتجنب الزحام والمضايقات.
لبنى عبد العزيز: ذكرت في أحد اللقاءات أنها كانت تتلقى رسائل من معجبين يطلبون يدها للزواج رغم معرفتهم بزواجها، وبعض الرسائل كانت تحمل تهديدات إذا لم ترد.
نجلاء فتحي: واجهت هي الأخرى موجة من المعجبين الذين كانوا يلاحقونها في مواقع التصوير، ويطلبون صورًا وتوقيعات بشكل متكرر ومزعج.
وسط هذه التفاصيل، تعترف فنانات كثيرات أنهن كثيرًا ما تمنين لو بقين بعيدات عن الأضواء، وأن يعي الجمهور أن الفنان، رغم سحره، هو إنسان يتنفس الخصوصية ويحتاج إلى السلام مثل أي شخص آخر.




