أعلنت لجنة تحكيم الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر)، الخميس، فوز الروائي المصري محمد سمير ندا عن روايته “صلاة القلق” وذلك في دورتها الثامنة عشرة لعام 2025 فى احتفالية كبرى بأبو ظبي.
«الدستور» ترصد انطباعات ورود فعل الكُتّاب المصريين عن تتويج “صلاة القلق” بجائزة البوكر وهى ثالث جائزة تحصدها مصر في هذه الجائزة العربية بعد أن فاز بها الروائي بهاء طاهر في 2008 عن روايته (واحة الغروب)، وفي 2009 توّج بها يوسف زيدان عن روايته (عزازيل):
وقال الروائي خالد عبد الجابر، لـ"الدستور": إن بعض الروايات لا تحتاج إلى جائزة لتثبت قيمتها، لكنها حين تفوز تُعيد للأدب حقه وللقارئ يقينه بأن ما قرأه لم يكن عاديًا، وهكذا جاءت رواية محمد سمير ندا عن رائعته “صلاة القلق” وهى عملٌ نادر في زمنٍ مزدحم بالنصوص، يكتب القلق كصوت جماعي خافت لا كحالة فردية، ظلّ طويلًا بلا لغة تعبّر عنه.
أضاف عبد الجابر أن "صلاة القلق "تدور في قرية معزولة، لكنها لا تحكي عن عُزلة المكان بقدر ما تُنصت لعزلة الإنسان بشخصياتها المتعددة، وجلساتها التي تتناوب فيها الأصوات، وتدخل الرواية إلى قلب الوجع الجمعيّ دون أن تصرخ ودون أن تتورط في التقريرية.
وتابع أن الرواية بلغة مشدودة وسرد لا يترك نفسه للصدفة، فهى سُطّرت عن الخوف وتزييف التاريخ والسلطة حين تتحوّل إلى وهم مقدّس، وعن الذاكرة حين لا تجد من يحفظها: لا تدّعي الرواية النبوة، لكنها تنتصر للصوت الإنساني في لحظة صمت، ولا توزّع الاتهام، لكنها تطرح السؤال وتتركه معلّقًا".
وفي زمن ندر فيه الأدب الذي يجرؤ على التأمل دون تقديم الإجابات، جاءت هذه الرواية لتذكّرنا أن الكتابة ليست رفاهية، بل فعل نجاة، مختتمًا حديثه بأن تتويج صلاة القلق بالجائزة العربية (بوكر) ليس فقط تتويجًا لموهبة فريدة، بل انتصار لفكرة أن الخيال يمكن أن يكون أصدق من الواقع إن كُتب بصدق، فهنيئًا لمحمد سمير ندا هذا العمل الذي سكن الوجدان قبل أن يصل إلى المنصات وهنيئًا للقارئ العربي برواية لا تُغلق بانتهاء قراءتها، بل تبدأ بعدها بأسئلتها وقلقها وصوتها الذي يشبهنا جميعًا دون زينة وقناع.
