كشف سمير عبد الوهاب، رئيس لجنة تسيير الأعمال بنقابة المرشدين السياحيين، أن الإجراءات الجديدة المصاحبة لعملية تطوير منطقة الأهرامات تؤثر بشكل مباشر على عمل المرشدين السياحيين داخل المنطقة. وأوضح أن المرشدين ليسوا ضد التطوير، ولكن من الضروري أن تُراعى كافة الفئات المتعاونة، وعلى رأسها المرشد السياحي والسائح.
وأشار عبد الوهاب، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إلى أن زيارة الأهرامات تُدرج دائمًا ضمن البرامج السياحية لزوار القاهرة، سواء في بداية الجولة أو بعد فترة الغداء، حيث تصل المنطقة أعداد كبيرة من الأتوبيسات محملة بأعداد ضخمة من السائحين.
وأضاف أن الشركة المسؤولة عن تطوير المنطقة لا توفر عددًا كافيًا من الأتوبيسات لاستيعاب هذه الأعداد، ما يؤدي إلى تكدّس السائحين وانتظارهم لفترات طويلة.
وأضاف عبد الوهاب أن الأتوبيسات المتاحة من نوعية "شاتل باص"، المشابهة لما هو مستخدم في المطارات، وهي غير مجهزة بمقاعد كافية، ما يضطر الركاب إلى الوقوف أثناء التنقل، وهو ما لا يتوافق مع معايير السلامة السياحية ويُعرض السائحين لخطر الإصابة.
وأوضح أن هذه الأتوبيسات لا تشمل تأمينًا على الركاب، على عكس ما تلتزم به شركات السياحة التي تؤمّن على ضيوفها أثناء التنقل. كما أن المحطة الثانية للتوقف، وفقًا لخطة الزيارة الجديدة، تبعد نحو 600 متر عن الهرم الثالث، ما يعني أن السائح، بصرف النظر عن عمره أو حالته الصحية أو احتياجاته، سيضطر إلى السير لمسافة 1200 متر ذهابًا وإيابًا دون وجود طريق ممهد، مما يزيد من صعوبة الجولة ويستنزف الوقت والجهد.
وأشار أيضًا إلى أن الأتوبيسات لن تصل إلى الهرم الأكبر، وسيتعيّن على السائحين الدوران حول الهرم للوصول إلى واجهته والدخول إلى غرفة الدفن، عبر طرق غير ممهدة وسط الحجارة والرمال والمقابر القديمة، مما يُعرضهم لأخطار كبيرة، هذا قد يؤدي إلى عزوف السياح عن استكمال الزيارة، وبالتالي خسارة أحد أهم أجزاء التجربة السياحية في مصر، وكذلك خسارة العائد المالي من التذاكر الإضافية المخصصة لدخول الهرم.
كما لفت عبد الوهاب إلى أن المناسبات الخاصة والأعياد كالكريسماس، وشم النسيم، والعطلات الأسبوعية، تشهد توافدًا مكثفًا من السائحين والمصريين على حد سواء، وخاصة الأطفال، الذين سيُدمجون مع السائحين في نفس الأتوبيسات كما هو مخطط من قبل الشركة، الأمر الذي يؤثر سلبًا على دور المرشد السياحي في الشرح، ويُفسد تجربة الزيارة لكلا الطرفين.
واختتم عبد الوهاب بالإشارة إلى أنه قد قام بإرسال كافة هذه الملاحظات والمعوقات إلى الشركة المسؤولة عن تطوير منطقة الأهرامات، قبل انطلاق التشغيل التجريبي للنظام الجديد للزيارة المقرر له غدًا الثلاثاء، والذي سيستمر لمدة شهر حتى مايو المقبل، وذلك بهدف إيجاد حلول مناسبة قبل التنفيذ الفعلي للبرنامج.