قال الدكتور السيد عبدالباري، من علماء الأزهر الشريف، إنه في الوقت الذي نعيش فيه، إذا كان هناك خطر يهددنا كبلد، سواء من بلطجية أو أي تهديد خارجي، وإذا لم نكن متكاتفين مع بعضنا البعض، نساند بعضنا ونحمي بيوتنا ونعمل معًا، فنكون بذلك قد ضيعنا أنفسنا، مشددًا على أهمية وحدة الصف بين أبناء الوطن، داعيًا الشباب إلى فهم أن هذا التماسك بيننا هو عبادة حقيقية في وقت الأزمات.
وأضاف الدكتور السيد عبدالباري، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، أن الحكمة التي تعلمها من تعاليم الإسلام هي أن المجتمع يجب أن يتعاون ويتماسك في الأوقات الصعبة.
وتابع: "إذا أردت أن أنجح في الوقوف في وجه الفتن والأزمات، يجب أن أرى جاري ليس فقط جار، بل أخًا لي، ونرى بعضنا البعض على أننا واحد، ماضينا واحد، حاضرنا واحد، ومستقبلنا واحد".
وأكد الدكتور عبدالباري أن الوحدة بين أبناء الوطن ليست خيارًا بل ضرورة، لافتا إلى أن أي اختلاف بيننا، سواء في الرأي أو في الفكر، يجب ألا يتحول إلى خلاف يؤدي إلى الفتنة.
وأشار إلى أن القرآن الكريم يعلمنا في الأوقات الصعبة ضرورة الثبات والتماسك، مستشهدًا بقوله تعالى: 'إذا لقيتم فئة فاثبتوا'، معقبًا: "دعوة واضحة للثبات والتوحد، وعدم الاستسلام للاضطراب أو الهزيمة النفسية، بالتالي يجب أن نكون مستعدين للوقوف مع بعضنا البعض، وأن نكون دائمًا على استعداد للدفاع عن ديننا وبلادنا".
وبين أن ما نراه اليوم من تحريض على الخلافات عبر وسائل التواصل الاجتماعي قد يعزز الانقسام ويمنح الفرصة للمتربصين بنا، معقبًا: "علينا أن نكون حذرين في تناول الأمور التي قد تثير الفتن، الاختلاف في الرأي شيء طبيعي، لكن في وقت الأزمات، لا ينبغي أن يكون هذا هو أول ما نركز عليه، فلن ننتصر في أوقات الشدة إلا بتوحيد صفوفنا، فالوطن أمانة ويجب أن نحافظ عليه".