قال المهندس فاضل مرزوق، رئيس المجلس التصديري للملابس الجاهزة، إنه على وقع التحولات العميقة في السياسات الجمركية العالمية، تبدو صناعة الملابس الجاهزة المصرية أمام منعطف استراتيجي يمهد لها طريقًا واعدًا نحو السوق الأميركية، مشيرًا إلى أن الإجراءات الحمائية التي فرضتها الإدارة الأمريكية على دول منافسة، مثل بنجلاديش وماليزيا، فتحت نافذة واسعة أمام المنتج المصري لتعزيز مكانته في الأسواق الخارجية.
وأشار مرزوق، خلال حديثه في برنامج "كلمة أخيرة" على قناة ON، إلى أن هذه الفرصة لم تكن وليدة اللحظة، بل كانت متوقعة منذ قرابة عقد من الزمن، واستذكر كيف أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ألمح إلى توجهه نحو إعادة صياغة الاتفاقيات التجارية مع دول مثل أستراليا واليابان وفيتنام، ما شكل مؤشرات أولية لفرصة واعدة أمام الصادرات المصرية.
وأضاف أن اتفاقية المناطق الصناعية المؤهلة (QIZ) كانت العامل الحاسم الذي مكّن مصر من الاستجابة السريعة لهذه التحولات التجارية، حيث أتاحت للصادرات المصرية النفاذ إلى السوق الأمريكية دون تكبد الرسوم الجمركية، موضحًا أن دولًا إفريقية، مثل كينيا وإثيوبيا، بدأت في تأهيل قطاع الملابس لديها لمواكبة هذا التغيير، إلا أن مصر سبقتها بخطوات ثابتة بفضل الاتفاقية، ما عزز من قدرة القطاع على استثمار المتغيرات الاقتصادية العالمية.
وفي إطار استعراضه لمؤشرات نمو قطاع الملابس الجاهزة، أفاد "مرزوق" بأن الصادرات المصرية حققت زيادات متوالية منذ عام 2016، باستثناء فترة جائحة كوفيد-19، وكشف أن عام 2024 شهد ارتفاعًا بنسبة 18%، فيما سجّلت الأشهر الأولى من عام 2025 نموًا بنسبة 22%.
أما على صعيد الخطط المستقبلية، كشف "مرزوق" عن مساعٍ جادة لرفع قيمة صادرات الملابس الجاهزة إلى 11 مليار دولار خلال السنوات الخمس القادمة، موضحًا أن الحكومة وافقت على تخصيص 5.5 مليون متر مربع في محافظة المنيا لتأسيس منطقة صناعية جديدة، سيتم تجهيزها خلال ثلاث سنوات لاستيعاب مصانع حديثة.