أ أ
يُعد الصقر من الطيور الحساسة تجاه التغيرات البيئية، ولذلك يحتاج إلى فترة تأقلم تدريجية عند انتقاله إلى بيئة جديدة. ويتطلب هذا التأقلم خطوات مدروسة تهدف إلى بناء الثقة بين الطائر ومربيه، وضمان راحته وسلامته النفسية والجسدية.
التأقلم داخل المنزل
في بداية وصول الصقر إلى منزله الجديد، يُنصح بالاحتفاظ به داخل المنزل لمدة أسبوع على الأقل، مع الحفاظ على غطاء الرأس (البرقع) لتقليل التوتر الناتج عن التغير المفاجئ في البيئة. خلال هذه الفترة، يمكن تعريضه تدريجيًا لأصوات أفراد الأسرة، ما يساعده على التعود عليهم والاندماج تدريجيًا.
يجب مراقبة سلوك الصقر خلال هذه المرحلة؛ فإذا ظهرت عليه علامات الاضطراب أو التوتر، يُعاد تغطية رأسه لتقليل القلق. أما إذا بدا عليه الاسترخاء كاستجابته للاستحمام، فيمكن إزالة الغطاء نهائيًا. ويوصى بقضاء وقت طويل بجوار الصقر خلال هذه الفترة لتعزيز شعوره بالأمان تجاه مربيه.
تقديم الطعام باليد
بعد يوم أو يومين من التأقلم، تبدأ مرحلة التدريب على تناول الطعام من يد المدرب. توضع قطعة صغيرة من اللحم النيء في يد المدرب (مرتديًا القفاز)، ويصدر إشارة صوتية مميزة مثل نقرة أو صافرة. وعندما يستجيب الصقر، يُسمح له بالوقوف على يد المدرب وتناول الطعام.
يُكرر التمرين لمدة نصف ساعة يوميًا حتى يشعر الطائر بالثقة. ومع مرور الوقت، توضع قطعة اللحم على القفاز ويبدأ المدرب في زيادة المسافة بينه وبين الطائر تدريجيًا مع تكرار الإشارة الصوتية
التدريب على الانقضاض واستقلالية الصيد
بمجرد أن يعتاد الصقر على تناول الطعام من القفاز بثقة، تبدأ المرحلة التالية برمي قطع اللحم على الأرض. في هذه المرحلة، يُصدر المدرب الإشارة الصوتية ثم يرفع ذراعه، وبمجرد اقتراب الصقر، تُرمى قطعة اللحم على الأرض ليقوم بالانقضاض عليها.
تهدف هذه الخطوة إلى تعليم الصقر أن يد المدرب ليست فقط مصدرًا للطعام، بل منصة انطلاق نحو الصيد, كما أن الاستغناء التدريجي عن القفاز في تقديم الطعام يساعد على تعزيز استقلالية الطائر وربطه بالصيد وليس بالإطعام المباشر.