وصف حسين عابديني، نائب ممثل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في بريطانيا الاختيار الاستراتيجي الذي تواجهه إيران ما بين المفاوضات المحدودة والتصعيد المفتوح بأنه واحدة من أكثر اللحظات حساسية في تاريخه الحديث.
التحدي والتوازن بين الخيارات المتاحة
وقال عابديني، لـ"الدستور"، من جهة تتزايد الضغوط الدولية والعقوبات الاقتصادية التي تجعل الحاجة إلى التخفيف من هذه الضغوط مسألة ضرورية لمستقبل البلاد، ومن جهة أخرى يبقى النظام ملتزماً في العديد من جوانب السياسة الخارجية بتوجهات تهدف إلى تحقيق مصالحه الوطنية والحفاظ على استقرار الوضع الداخلي، ما يخلق حالة من التحدي والتوازن بين الخيارات المتاحة".
أضاف عابديني: "شهدنا مؤخراً ارتفاعاً في وتيرة الخلافات بين أجنحة النظام، حيث يرى البعض أن التفاوض مع المجتمع الدولي قد يُعتبر تنازلاً قد يؤثر على مبادئ الدولة، في حين أن آخرين يدركون التحديات الاقتصادية والاجتماعية المتزايدة، ويعتقدون أن الطريق الوحيد لتخفيف الضغوط الداخلية والخارجية هو إيجاد حلول دبلوماسية، وهذا الصراع الداخلي يسهم في تعقيد عملية اتخاذ القرار".
أشار "عابديني" إلى أنه في ظل التصعيد الدولي، بما في ذلك الضغوط الأمريكية والأوروبية، ووجود تهديدات متزايدة من بعض الأطراف الإقليمية، تجد إيران نفسها أمام تحديات كبيرة، فالتصعيد يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الوضع، في حين أن التفاوض قد يستدعي تقديم تنازلات قد تكون مؤلمة على المدى القصير، لكنها قد تفتح آفاقاً جديدة للتعاون".
وأكد "المهم في هذا السياق هو القدرة على إيجاد توازن بين الحفاظ على سيادة القرار الوطني وبين الاستجابة للتغيرات التي تطرأ على الساحة الدولية، وما يرتبط بذلك من آثار على الاستقرار الداخلي للدولة، ولا شك أن أي قرار في هذا الاتجاه سيترك أثراً عميقاً على مستقبل السياسة الخارجية والداخلية لإيران، ما يجعل هذه اللحظة التاريخية مليئة بالتحديات".
في ختام تصريحه، أشار عابديني إلى أن "إيران، كدولة ذات تاريخ طويل من الدبلوماسية المستقلة، تواجه تحديات استراتيجية هامة في اختيار المسار الذي يناسب تطلعات شعبها والمصلحة الوطنية، كما أن التوازن بين التفاوض المحدود والتصعيد المفتوح يتطلب حكمة ومرونة لتحقيق أهدافها الاستراتيجية دون المساس بالثوابت الوطنية".