أ أ
تعتبر الأعلاف الخضراء ذات أهمية كمصدر أساسي للتغذية الطبيعية والاقتصادية للحيوانات. وفى مواسم توافر نواتج هذه المحاصيل من كتلة حيوية كبير يجب الاحتراز الى التخزين الجيد حيث أن هناك كثير من التحديات المرتبطة بتوفر الأعلاف الخضراء على مدار العام بسبب التغيرات الموسمية. لذا فان طرق حفظ الأعلاف الخضراء المختلفة في صورة (التخمير لعمل السيلاج، أو التجفيف لعمل الدريس) تهدف إلى التغلب على هذه التحديات وتوفير أعلاف ذات جودة عالية في جميع الأوقات.
عملية السيلجة (Silage) هي طريقة لحفظ الأعلاف الخضراء عن طريق التخمير اللاهوائي (في غياب الأكسجين) لإنتاج حمض اللاكتيك الذي يعمل كمادة حافظة طبيعية. ومن المحاصيل التي يمكن إنتاج السيلاج منها على سبيل المثال (عيدان الذرة، زعازيع القصب، عيدان الأرز).
وتمر عملية السيلجة بمجموعة من المراحل كالتالي:
الحصاد: التوقيت الأمثل للحصاد للحصول على أعلى قيمة غذائية ومحتوى مناسب من الرطوبة.
الفرم: تقطيع العلف إلى قطع صغيرة لتسهيل عملية الكبس والتخمير.
الكـبس: يتم كبس العلف المفروم بإحكام في الصوامع أو البالات المغلفة لإخراج الهواء وخلق بيئة لاهوائية.
التغطية والعزل: ويتم ذلك عن طريق إحكام إغلاق الصوامع أو تغليف البالات لمنع دخول الهواء والماء.
التخمير: يمكن إضافة بادئات متخصصة في إنتاج حمض اللاكتيك تساعد في تحسين عملية التخمر.
التخزين: الظروف المثالية لتخزين السيلاج بعد التخمير.
وهناك عديد من الفوائد لعملية السيلجة نذكر منها:
حفظ العلف لفترة طويلة مع الحفاظ على جزء كبير من قيمته الغذائية.
زيادة استساغة العلف للحيوانات.
إمكانية استخدام محاصيل ذات إنتاجية عالية.
تقليل الفاقد من العلف مقارنة بالتجفيف.
إلا أن هناك مجموعة من التحديات تواجه عملية السيلجة منها:
الحاجة إلى معدات خاصة (حصادات، فرامات، مكابس، صوامع أو مغلفات).
أهمية الدقة في مراحل العمل لضمان جودة السيلاج.
إمكانية حدوث تلف إذا لم يتم التخزين بشكل صحيح.
على الجاب الأخر فان هناك مجموعة من المحاصيل يتم عمل الدريس (Hay Making) منها، والدريس هو طريقة لحفظ الأعلاف الخضراء عن
طريق تجفيفها لتقليل محتوى الرطوبة إلى مستوى يمنع نمو الكائنات الحية الدقيقة. وهناك مجموعة من المحاصيل التي يمكن عمل
دريس منها تجفيف البرسيم سواء البلدي أو الحجازي وذلك عن طريق التجفيف الشمسي أو التجفيف الاصطناعي. ويمر عمل الدريس
بمجموعة من المراحل يمكن تلخيصها في التالي:
توقيت الحصاد: يجب اختيار التوقيت الأمثل للحصاد للحصول على أعلى قيمة غذائية.
التجفيف: يجب نشر العلف في الحقل لتعريضه لأشعة الشمس والهواء لتجفيفه (مع التقليب المنتظم)، كما يمكن استخدام التجفيف
الاصطناعي لسرعة الأداء في توافر كميات كبير ويراد تسويقها سريعا.
الكـبس والتبييل: يتم كبس الدريس الجاف في بالات بأحجام وأشكال مختلفة لتسهيل النقل والتخزين.
التخزين: تخزين البالات في أماكن جافة وجيدة التهوية لحمايتها من الرطوبة والأمطار.
ومن الفوائد الهامة للدريس:
طريقة بسيطة نسبياً لحفظ الأعلاف.
سهولة النقل والتخزين.
يمكن استخدامه كعلف جاف أساسي للعديد من الحيوانات.
ومن التحديات التي تواجه عمل الدريس:
فقد جزء من القيمة الغذائية أثناء التجفيف (خاصة الأوراق).
يعتمد على الظروف الجوية المناسبة للتجفيف.
قد يكون عرضة للتلف إذا لم يتم تخزينه بشكل صحيح.
نصائح عملية للمزارعين:
اختيار الطريقة المناسبة لحفظ الأعلاف بناءً على نوع المحصول، حجم الإنتاج، الموارد المتاحة، والظروف المناخية.
الاهتمام بالتوقيت الأمثل للحصاد للحصول على أعلى قيمة غذائية.
لدقة والاهتمام بالتفاصيل في جميع مراحل العمل لضمان جودة العلف المحفوظ.
التدريب الجيد على طرق حفظ الأعلاف.
المتابعة الدورية للأعلاف المخزنة للكشف عن أي علامات تلف.
الى اللقاء في المقالات المتتابعة لاستكمال الموضوع، فوزي أبودنيا
ا. د. فوزي محمد أبودنيا المدير الأسبق لمعهد بحوث الإنتاج الحيوانى