أكد محمد الجدعان، وزير المالية السعودي ورئيس اللجنة الدولية للشؤون النقدية والمالية (IMFC)، على أهمية تعزيز التعاون الدولي لمواجهة التحديات الاقتصادية الحالية. في ظل التوترات التجارية العالمية ومشكلات المديونية، يرى الجدعان أن مثل هذا التعاون يمثل خطوة حاسمة لتعزيز الاستقرار والنمو. كما أبرز الدور التاريخي لانضمام دول إفريقية جديدة إلى اللجنة، مما يعزز تمثيل القارة الإفريقية في الحوارات الاقتصادية العالمية، ويفتح الباب لصوت أقوى في صنع القرارات.
تعزيز التعاون الدولي لمواجهة التحديات الاقتصادية
في سياق اجتماعات صندوق النقد الدولي، شدد الجدعان على أن انضمام العضو الخامس والعشرين، وهو دول إفريقية، يمثل حدثًا تاريخيًا يعزز التمثيل العادل للدول النامية. قال إن هذه الخطوة تعكس التزامًا مشتركًا بين الأعضاء لتعزيز الحوار الاقتصادي، مشيرًا إلى أنها ستساهم في معالجة اختلالات المديونية العالمية، خاصة في الدول منخفضة الدخل. وأضاف أن الصندوق يجب أن يركز على مهامه الأساسية، مثل دعم التعاون النقدي، تشجيع التوسع التجاري، والحد من السياسات التي تعيق الازدهار العالمي. كما رحب الأعضاء بجهود تعزيز فعالية الصندوق، بما في ذلك الرقابة على الاتجاهات الاقتصادية، تسهيل الإقراض مع مراجعة شروط البرامج، وتقديم المساعدة في بناء القدرات لضمان نمو مستدام في الدول الأعضاء.
دعم الشراكات العالمية للتنمية المستدامة
بالإضافة إلى ذلك، أكد الجدعان أن معالجة أوضاع المديونية الهشة تظل أولوية رئيسية، مع التقدم المحرز في إطار “الإطار المشترك” لمجموعة العشرين لتسوية الديون. هذا النهج يهدف إلى معالجة التحديات بطريقة شاملة وفعالة، مما يساعد الدول الأكثر ضعفًا على النهوض. كما أبرز أهمية “إعلان الدرعية”، الذي يمثل خطوة استباقية لتعزيز عمل اللجنة ودفع الإصلاحات في الحوكمة. هذا الإعلان، الذي حظي بدعم كامل من الأعضاء خلال اجتماعات أقيمت في السعودية، يضمن أن يكون الصندوق جاهزًا لمواجهة التحديات المستقبلية، مثل التوترات التجارية التي تسبب عدم يقينًا في الأسواق وتهدد النمو العالمي.
في وصفه للوضع، قارن الجدعان الواقع بـ”إناء يغلي على النار”، مؤكدًا أن اللحظة الحالية توفر فرصة للحوار البناء. التاريخ يعلمنا أن التحديات الكبيرة تتطلب اجتماعًا حقيقيًا، كما حدث في هذه الاجتماعات حيث جمع الجميع حول طاولة واحدة لمناقشة القضايا بطريقة إيجابية. وأعرب عن تفاؤله بالدور المحوري للصندوق في تقديم المشورة الفورية، تقييم الآثار المحتملة، وصياغة سبل المضي قدمًا. في الختام، أكد الجدعان أن الاجتماعات أسفرت عن نتائج إيجابية رغم البداية المضطربة، حيث تحول الضجيج والعدم يقين إلى تعاون مثمر يعزز الأمل في مستقبل أفضل. هذا النهج يؤكد أن الشراكات العالمية ليست خيارًا فحسب، بل ضرورة لتحقيق التنمية المستدامة ومواجهة التحديات الاقتصادية بفعالية.
