شهدت محافظات منطقة جازان في المملكة العربية السعودية، أمس الخميس، ظاهرة جوية مذهلة حيث ظهرت هالة ضوئية واسعة تحيط بالشمس، مما أثار إعجاب المواطنين ودفعهم إلى توثيقها عبر هواتفهم الذكية. هذه الظاهرة، المعروفة باسم “الشمس المزروبة” أو “الزربة”، تتميز بشكلها الدائري الملون والمهيب، الذي يبدو كحلقة ساحرة حول الشمس، مما يجعلها مصدر فضول ودهشة للكثيرين. غالباً ما تحدث مثل هذه الظواهر في أجواء معينة، حيث تعكس تفاعلات بين الشمس وطبقات الغلاف الجوي، وتشكل فرصة للتعرف على أسرار الطبيعة.
الهالة الشمسية في جازان
في الصور والفيديوهات المنتشرة على منصات التواصل الاجتماعي، بدت الشمس محاطة بدائرة ضوئية كبيرة وملونة، مما دفع العديد من المتابعين إلى التساؤل عن أسباب هذه الظاهرة النادرة. هذه اللقطات المدهشة لم تقتصر على جازان وحدها، بل أعادت إلى الأذهان حوادث مشابهة في مناطق أخرى من المملكة، حيث يتكرر ظهورها في أوقات معينة من العام. الظاهرة تثير اهتماماً واسعاً بسبب ندرتها، وغالباً ما تكون مرتبطة بظروف جوية خاصة، مثل وجود سحب عالية الارتفاع تحتوي على بلورات جليدية دقيقة. هذا الظهور غير المتكرر يجعل من كل حدث فرصة للتعلم والاستكشاف، حيث يشعر الناس بالارتباط مع الطبيعة من خلال هذه المشاهد السماوية.
ظاهرة الزربة الجوية
يُفسر علماء المناخ هذه الظاهرة بأنها ناتجة عن مرور أشعة الشمس عبر بلورات جليدية موجودة في طبقات السحب العليا، مثل سحب السيروس، مما يؤدي إلى انكسار الضوء بزاوية حوالي 22 درجة، ليشكل حلقة ضوئية مذهلة. هذا التحليل يسلط الضوء على كيفية تفاعل العناصر الجوية مع الشمس، حيث تكون هذه الهالة علامة على وجود رطوبة عالية في الطبقات العليا من الغلاف الجوي. في السياق المحلي، يُعتبر هذا النوع من الظواهر جزءاً من التراث الثقافي في مناطق مثل جازان، حيث يرتبط بقصص شعبية وتفسيرات تقليدية، إلا أن الشرح العلمي يقدم فهماً أكثر دقة وموضوعية. بالإضافة إلى ذلك، غالباً ما تكون مثل هذه الظواهر مؤشراً على تغييرات محتملة في الطقس، مثل قدوم أمطار أو تقلبات في درجات الحرارة، مما يجعلها ذات أهمية عملية للسكان.
من جانب آخر، يساهم انتشار هذه الظواهر في تعزيز الوعي البيئي، حيث يدفع الناس إلى مراقبة السماء بشكل أكبر وفهم كيفية تأثير التغيرات المناخية على حياتهم اليومية. في جازان تحديداً، شهدت المنطقة في السنوات الأخيرة زيادة في ملاحظة مثل هذه الظواهر، ربما بسبب التغيرات المناخية العالمية، مما يدعو إلى مزيد من الدراسات والأبحاث لفهم أنماط الطقس المحلي. هذه الظاهرة ليست مجرد مشهد جمالي، بل تعبر عن توازن دقيق في نظام الطبيعة، حيث تتفاعل العناصر لإنتاج عروض سماوية تذكرنا بتعقيد الكون. بالنظر إلى تكرارها النادر، يمكن أن تكون فرصة للتعليم والتوعية، خاصة بين الشباب، لتشجيعهم على استكشاف العلوم الجوية. في الختام، تظل الشمس المزروبة رمزاً للجمال والغموض في السماء السعودية، مما يعزز من أهمية مراقبة الظواهر الطبيعية كجزء من التراث والتقدم العلمي.