أ أ
في قرية كوم أشفين التابعة لمحافظة القليوبية، وُلد عام 2003 أحد أبرز المواهب الصاعدة في كرة القدم المصرية، عبد الله محمد الشهير بـ"ضاضا"، الذي تنبأ له كثيرون بأن يكون من نجوم المستقبل في الكرة المصرية، نظرًا لموهبته اللافتة التي ظهرت منذ سن مبكرة.
بداية مبكرة ونجومية سريعة
بدأت رحلة ضاضا الكروية في عمر التاسعة، حين اكتشفه الكابتن عادل عبد المعطي خلال اختبارات قطاع الناشئين في نادي الزمالك، ليُصبح لاحقًا أحد أبرز لاعبي أكاديمية النادي. لم يمر وقت طويل حتى أصبح قائدًا لفريق الناشئين، وحقق معهم بطولة الدوري، في وقت كان فيه اللاعب يفرض نفسه كأحد أبرز الأسماء في جيله.تميز ضاضا بأسلوب لعب يجمع بين الرشاقة، السرعة، وصناعة اللعب، وهو ما جعله يحصد جائزة هداف الدوري مرتين، إلى جانب تتويجه بلقب أفضل لاعب في إحدى نسخ البطولة. هذا الأداء اللافت فتح له أبواب منتخب مصر للناشئين، حيث شارك في البطولة العربية تحت قيادة المدرب محمود جابر، وقدم أداءً جيدًا زاد من تسليط الأضواء عليه.
خطوة نحو الاحتراف... ثم أول انتكاسة
في سن السادسة عشرة فقط، وقع ضاضا أول عقد احترافي له مع نادي الزمالك، وتم تصعيده للفريق الأول تحت قيادة المدرب البرتغالي جوسفالدو فيريرا. شارك في عدة مباريات ودية وترك بصمة إيجابية، لكن فرحته لم تدم طويلًا، إذ تعرض لإصابة قوية بقطع في الرباط الصليبي الأمامي، ما أدى إلى غيابه عن الملاعب لعدة أشهر.بعد فترة طويلة من التأهيل والعودة التدريجية، تم قيده في قائمة الزمالك الأفريقية، وشارك في بعض الدقائق خلال مباريات الفريق، ونجح في صناعة هدف، مما جعل الجماهير تتفاءل بولادة "حاوي" جديد على غرار شيكابالا وأيمن حفني.
إعارة قصيرة ونكسة جديدة
بحثًا عن فرصة للعب دقائق أكثر، تمت إعارة ضاضا إلى نادي مودرن سبورت، تحت قيادة المدرب الكبير حسام حسن، الذي أبدى إعجابه بإمكاناته. لكن القدر لم يكن رحيمًا، إذ تعرض لإصابة جديدة – وللمرة الثانية – بقطع في الرباط الصليبي، بعد أقل من شهرين فقط من بدء الإعارة، ما اضطره لإنهاء التجربة مبكرًا وإجراء عملية جراحية جديدة.حاليًا، يخضع ضاضا لبرنامج تأهيلي شامل، وسط ترقب من جماهير الزمالك وإدارة الفريق بشأن موقفه في الموسم القادم. الإصابة الثانية شكلت اختبارًا قاسيًا، لكن إذا ما نجح في العودة، فسيكون قد مر بأصعب مراحل اللاعب الشاب، ويمتلك من العزيمة والخبرة ما يؤهله للانفجار في الملاعب.
ضاضا لاعب يجمع بين الخيال في الأداء والهدوء تحت الضغط، يمتلك قدرة واضحة على المراوغة وصناعة اللعب، ويتميز بتحركاته الذكية بين الخطوط. ورغم الإصابات، يبقى في سن صغيرة تمنحه فرصة للعودة بقوة، خاصة إن حظي بدعم نفسي وطبي جيد.