أ أ
تُعد تغذية الأبقار الحلابة أحد العناصر الأساسية للنهوض بالإنتاج الحيواني وتحقيق أرباح اقتصادية ملموسة للمربين. إذ تعتمد كمية الحليب وجودته بشكل كبير على نوعية الأعلاف المستخدمة ومدى توازنها مع احتياجات الحيوان في مختلف مراحل الإنتاج. ويؤكد الخبراء على ضرورة التعمق في فهم أنواع الأعلاف وتقسيماتها لتحقيق أفضل استفادة من العليقة.
تتوزع الأعلاف المستخدمة في تغذية الأبقار الحلابة إلى ثلاث مجموعات رئيسية: المواد المالئة (Roughages)، المواد الخضراء (Green Fodder)، والمواد المركزة (Concentrates). ويُعتبر التوازن بين هذه الأنواع أمرًا حيويًا لتحقيق استفادة كاملة، حيث تساعد المواد المالئة على ملء كرش الحيوان وتحسين عملية الهضم بفضل احتوائها على الألياف.
تتسم المواد المالئة بانخفاض محتوى البروتين وصعوبة هضمها، لكنها ضرورية لتغذية الأبقار، وتُقسم إلى نوعين: مواد عالية الجودة مثل الدريس والسلاج الجيد، ومواد منخفضة الجودة مثل التبن بأنواعه. ومن الضروري أن تتراوح كمية التبن التي تستهلكها الأبقار ما بين 4 إلى 6 كيلو جرام يوميًا، بينما يمكن تقديم 10 كيلو من الدريس يوميًا لبقرة وزنها 500 كيلو.
السلاج يُعد غذاءً مثاليًا للأبقار الحلابة، ويُوصى بتقديمه بمعدل يتراوح بين 20 إلى 30 كيلو جرام يوميًا. كما يُعتبر «عرش الفول السوداني» أحد الأعلاف المالئة ذات القيمة الغذائية العالية والتي تحتوي على نسبة كبيرة من البروتين، مما يساعد على تحسين الكفاءة الإنتاجية للأبقار.
بالإضافة إلى ذلك، ينبغي تحسين القيمة الغذائية للمواد المالئة منخفضة الجودة عن طريق إضافات مثل المولاس أو اليوريا لرفع مستوى البروتين الخام وتحسين عملية الهضم. ومع ذلك، يُحذر من الإفراط في تقديم المواد المركزة، حيث قد يقلل ذلك من استهلاك الأبقار للأعلاف المالئة، مما يؤثر على صحة الكرش ويقلل من كفاءة الهضم.
أما المواد الخضراء مثل البرسيم، والذرة الشامية، واللوبيا، فهي غنية بالفيتامينات والأملاح المعدنية، وتُعد جزءًا أساسيًا من العليقة التي تدعم صحة الأبقار وتساهم في تحسين إنتاج الحليب.