شهدت عملة بيتكوين، أكبر العملات الرقمية في العالم، تراجعًا حادًا بنسبة 10%، لتتداول دون مستوى 75 ألف دولار، ما أفقدها جميع المكاسب التي حققتها منذ فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في نوفمبر الماضي.
ويأتي هذا التراجع في سياق اضطرابات عالمية أوسع نتيجة للرسوم الجمركية الجديدة التي فرضتها إدارة ترامب، والتي أثارت مخاوف متزايدة بشأن اندلاع حرب تجارية عالمية.
وجاءت التراجعات الأخيرة نتيجة التصعيد في السياسات التجارية بين الولايات المتحدة وعدد من الدول الكبرى، وعلى رأسها الصين التي ردت برسوم مماثلة، مما تسبب في قلق كبير لدى المستثمرين، ودفعهم إلى التخلي عن الأصول ذات المخاطر العالية، وعلى رأسها العملات الرقمية.
الخسائر تمتد إلى السوق بأكمله
لم تكن بيتكوين وحدها هي المتضررة، إذ تراجعت أيضًا عملة إيثر، ثاني أكبر العملات الرقمية، إلى أدنى مستوى لها منذ أكتوبر 2023، لتُتداول عند 1,538 دولارًا، في حين انخفضت عملات مشفرة أخرى مرتبطة بمنصة “سولانا” بنسبة تقارب 12%.
وأدى هذا الانهيار إلى موجة تصفية للمراكز الطويلة، حيث اضطر المتداولون إلى بيع أصولهم لتغطية خسائرهم، وتمت تصفية مراكز بيتكوين بقيمة تجاوزت 247 مليون دولار خلال 24 ساعة فقط، بحسب بيانات CoinGlass، كما شهدت إيثر تصفيات بقيمة 217 مليون دولار.
وشهد منتصف أمس الأحد هبوطًا حادًا للعملات الرقمية وعلى رأسها البيتكوين.
حيث تراجعت الإيثريوم بـ 9.4% إلى 1622.92 دولار للعملة، وهبط سعر سولانا إلى 108 هبوطًا بـ 9.2% وكذلك هبطت بينانس كوين بـ 5.7% ودوج كوين بـ 9.2% وكاردانو بـ 9.2%.
الرسوم الجمركية تشعل شرارة الهبوط
فرض ترامب تعريفات جمركية جديدة شملت جميع الواردات، مع تعريفات خاصة على أكبر الشركاء التجاريين، ما أثار مخاوف واسعة من انزلاق الاقتصاد الأمريكي والعالمي نحو الركود.
وقد انعكست هذه التوترات بشكل مباشر على أداء الأسواق المالية، إذ تم محو نحو 7.46 تريليون دولار من القيمة السوقية للأسهم العالمية خلال يومين فقط، من بينها 5.87 تريليون دولار في السوق الأميركية.
ويُذكر أن البيتكوين، التي تم تقديمها لأول مرة عام 2008 من قبل “ساتوشي ناكاموتو”، تعمل على شبكة لامركزية تعتمد على تكنولوجيا “البلوكشين” لتأمين المعاملات وتسجيلها، وتُعد وسيلة دفع بديلة ومخزنًا للقيمة.
إلا أن أداءها الحالي بات يشبه إلى حد كبير أسهم شركات التكنولوجيا، مما يجعلها أكثر حساسية للأحداث الاقتصادية والسياسية الكبرى.
اقرأ أيضًا ..
مستقبل ضبابي في ظل المخاوف العالمية
منذ بداية عام 2025، خسرت بيتكوين حوالي 15% من قيمتها، ويبدو أنها ستستمر في التحرك بالتوازي مع مؤشرات الأسهم العالمية، خاصة في ظل تصاعد مخاوف الركود العالمي التي باتت تطغى على أي تفاؤل ناتج عن تطورات تنظيمية محتملة في قطاع العملات الرقمية.
في المقابل، لا تزال الأسواق تترقب ما إذا كانت هذه الرسوم الجمركية ستستمر أو سيتم التراجع عنها تحت ضغط من الداخل الأمريكي أو من الشركاء الدوليين، وهو ما قد يعيد بعض التوازن إلى أسواق الأصول عالية المخاطر.
وحتى ذلك الحين، يبقى المستثمرون في العملات الرقمية في مواجهة رياح اقتصادية عاتية قد تعيد تشكيل مستقبل السوق بأكمله، فيما تستعد أسواق المال العالمية لعمليات هبوط جديدة بسوق الأسهم، نتيجة للتوترات الجيوسياسية التي تتحكم في الساحة المالية العالمية.
بينما عزز بنك جولدمان ساكس من تقييمه لاحتمالية الركود وقدموا موعد الخفض المتوقع لمعدلات الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي.
حيث رفع البنك احتمالية حدوث ركود اقتصادي في أكبر اقتصاد بالعالم على مدى 12 شهرا إلى 45 بالمئة من 35 بالمئة.
فيما أظهرت العقود الآجلة الأمريكية في بورصة وول ستريت مزيدا من التراجع عند الفتح الأحد، مما يشير إلى بداية متعثرة لأسبوع التداول، حيث يخشى المستثمرون من أن تدفع حرب تجارية عالمية الاقتصاد الأميركي إلى الركود.
وفي أسواق الطاقة، خفض بنك جولدمان ساكس توقعاته لأسعار خام برنت للمرة الثانية في أسبوع إلى 66 دولارا للبرميل هذا العام.
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
قد يهمك أيضاً :-
- بعد توقف الهواتف المحمولة المخالفة اليوم.. طريقة سداد الرسوم واسترجاع عملها
- بسبب الرسوم الأمريكية.. تراجع جماعي في البورصات الخليجية
- بعد تراجع سعر بيتكوين بالدولار اليوم.. تحليل أداء أشهر 5 عملات مشفرة
- هل تؤثر قرارات ترامب حول التعريفة الجمركية على اقتصاد أمريكا؟
- وزير الاستثمار يقوم بزيارة لمحافظة الإسكندرية ويتفقد عدد من الجهات المعنية بالرقابة الجمركية
