أيام قليلة ونحتفل ببلوغ الناقدة والكاتبة الصحفية الكبيرة فريدة النقاش سن الخامس والثمانين بعد رحلة عطاء حافلة في العمل الصحفي والنقدي؛ والإبداعي؛ من بينها أنها أول امرأة تصبح رئيسة تحرير لجريدة الأهالي التي تصدر عن حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي في مصر، وكذلك مجلة "أدب ونقد".

فريدة النقاش ليست اسمًا في الحياة الثقافية المصرية بل حالة خاصة
فريدة النقاش التي تنتمي إلى أسرة ضمت مثقفين بارزين وأدباء ومفكرين وكتاب وصحفيون سياسيون بارزون، وهما الراحل وحيد النقاش مترجما وناقدا، وفكري النقاش كاتب وناقد أدبي مصري، وأبيه عبد المؤمن النقاش شاعر مصري، وأمنية النقاش صحفية وكاتبة، ورجاء النقاش ناقد أدبي وصحفي مصري؛ لعبت دورًا ثقافيًا بتوليها رئاسة تحرير جريدة "الاهالي ومجلة "أدب ونقد".
من جانبه قال الشاعر والكاتب عيد عبد الحليم رئيس تحرير مجلة أدب ونقد لـ"الدستور"؛ إن فريدة النقاش ليست مجرد اسم في الحياة الثقافية المصرية بل هي حالة خاصة من خلال رحلة وتجربة ثقافية تمتد لمايقرب من ستين عاما عمر تواجدها في الحياة الثقافية المصرية منذ بدايات ستينيات القرن الماضي، وتخرجاه في كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية وإلتحاقها بالعمل في وكالة أنباء الشرق الاوسط، وعملها كمترجمة لفترة طويلة، ثم التحاقها بعد ذلك بجريدة الجمهورية كصحفية، وكناقدة مسرحية لها باع طويل، ثم بعد ذلك مشاركتها في تأسيس جريدة الأهالي في منتصف سبعينيات القرن الماضي، ورئاستها للقسم الثقافي في هذه الجريدة في فترة مهمة من تاريخ جريدة الاهالي.

خطابها الثقافي واضح وجسور.. وفتحت المجال لكثير من الكتاب لنشر أعمالهم الجريئة في "أدب ونقد"
وأكد "عبد الحليم" في حديثه لـ"الدستور"، أن فريدة النقاش تميزت بخطابها الثقافي الواضح والجسور وخطابها الذي أعتمد علي فكرة الحرية الإنسانية بشكل عام، والثقافية، والإنسانية، والفكرية حيث دافعت عن الكثير من القضايا والمتعددة وكان مصيرها السجن في عهد الرئيس السادات لعدة فترات وهو ما سجلته في كتابين صدرا لها "يوميات المدن المفتوحة"،و"السجن دمعتان ووردة"؛ وأنه حينما شاركت في تأسيس مجلة "ادب ونقد" عام 1984 وصدر العدد الاول منها في يناير من هذا العام برئاسة المترجم الراحل الدكتور الطاهر أحمد مكي كانت فريدة النقاش مديرًا لتحرير المجلة لمدة ثلاث سنوات وحتي عام 1987؛ ومنذ هذا التاريخ وحتي عام 2007 كانت رئيسًا لتحرير المجلة في فترة من أهم فتراتها، وتميز خطابها الصحفي والثقافي خلال هذه الفترة بالجسارة الثقافية، والبحث عن المواهب الجديدة وتقديمها،حيث أكتشفت الكثير من الأدباء بل أن عصب الحياة الثقافية الآن هم عصب فريدة النقاش الذين نشرت لهم اول مرة على صفحات مجلة "أدب ونقد" من جيل الثمانينيات وجيل التسعينيات وما بعده حيث كان الفضل له.
وتابع: “تميزت فريدة النقاش بالانفتاح على الثقافات المختلفة وهو ما نجده في تطور المجلة في عهدها من خلال مساحة زمنية أمتدت لعشرين عامًا، ومساحة من الحرية أعطتها فريدة النقاش للكثير من الكتاب مثل د.نصر حامد أبو زيد، وسيد القمني، وخليل عبد الكريم، وغيرهم من الكُتاب الذين فتحت لهم المجلة المجال لكتاباتهم الجرئية والصادمة أحيانًا ولكن كانت ترمي إلى تجديد الخطاب الديني والخطاب الثقافي بشكل عام”.
تلميذها الأول.. وأمه الثانية
وأكد"عبد الحليم"، أنه يفتخر بكونه تلميذًا من تلاميذ الكاتبة الكبير فريدة النقاش؛ بل كاد يكون التلميذ الأول لفريدة النقاش الذين يتواجدون الآن على الساحة حيث عمل معها لما يقرب من عشرين عامًا وربما أكثر سواء في مجلة أدب ونقد سكرتيرًا للتحرير ثم مديرًا للتحرير حتي وصوله رئيسًا لتحرير مجلة "أدب ونقد"، وهو بدعم منها حيث يعتبرها أمًا ثانية له روحيًا وفكريًا؛ حيث أعطته ثقة كبيرة في مجلة "أدب ونقد" وفي جريدة "الأهالي".