في اليوم الثاني من استئناف إسرائيل حربها على قطاع غزة، واصلت الطائرات الحربية الإسرائيلية شن غارات مكثفة على مناطق مختلفة من القطاع.
وأسفرت هذه الغارات عن استشهاد 429 مدنيًا فلسطينيًا، وجرح المئات من سكان القطاع، وفقًا للتقارير الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة في غزة، وهذه الحملة العسكرية تأتي في وقت حساس بعد توقف مؤقت للقتال، مما يفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة.
التلجراف: نتنياهو لم يكن ينوي إنهاء الحرب في غزة
وفي تقرير نشرته صحيفة التلجراف البريطانية، نقلت عن وسطاء إسرائيليين سابقين أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يكن ينوي أبدًا إنهاء الحرب في غزة.
وأوضح التقرير، أن نتنياهو لم يكن يسعى فعليًا للانتقال إلى مرحلة ثانية من وقف إطلاق النار، وأنه استغل استمرار العدوان لتحقيق أهداف سياسية خاصة، حيث أشار الوسيط الإسرائيلي إلى أن حرب غزة تمنح نتنياهو الفرصة للبقاء في منصبه رغم معارضة شديدة من غالبية الإسرائيليين.
ويستفيد نتنياهو من استمرار الصراع على الساحة السياسية، في الوقت الذي يسعى فيه إلى تحقيق مكاسب دبلوماسية، رغم التضحيات البشرية الكبيرة، بحسب التقرير البريطاني.
إصابة فلسطينيين في الضفة الغربية
من جهة أخرى، استمر التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية، حيث أفادت مديرية الإسعاف في بلدة دوار الخليل بإصابة أربعة فلسطينيين برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحام البلدة.
وتأتي هذه الحادثة ضمن سلسلة من الانتهاكات التي تستهدف الفلسطينيين في الضفة، مما يعكس استمرار السياسات العسكرية الإسرائيلية في الأراضي المحتلة.
الاحتلال يرفض تحديد موقفه بشأن عملية غزة
بينما ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي رفض تأكيد أو نفي ما إذا كانت عملية التصعيد الجوي الأخيرة في غزة قد تمت بناءً على توصية من قيادة الجيش أم لا. وبدلًا من ذلك، اكتفى الاحتلال بالصمت، مما يثير تساؤلات حول دوافع هذه الضربات الجوية المفاجئة.
وبحسب مراقبين، هذا الغموض حول قيادة العملية يعزز الشكوك حول نية الحكومة الإسرائيلية بشأن التصعيد العسكري في غزة وتوقيت هذه الغارات، خاصة في ظل المناقشات الداخلية حول مسار الحرب.
هآرتس: الجيش لا يعرف مكان الرهائن الإسرائيليين الأحياء في غزة
وفي تقرير آخر نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية، اعترف الجيش الإسرائيلي بعدم معرفته بالمكان الدقيق لجميع الرهائن الإسرائيليين الأحياء المحتجزين في غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي إن "على الرغم من جودة المعلومات الاستخباراتية المتاحة، فإنه من المستحيل تحديد أماكن جميع الأسرى بشكل دقيق".
حماس: دعوات لوقف العدوان والضغط على واشنطن
وفي رد فعلها على تصعيد الاحتلال، دعت حركة حماس الدول الصديقة والمنتقدة للعدوان الإسرائيلي إلى الضغط على إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لوقف الضربات الجوية على غزة.
في بيان صادر عن الحركة، أُشير إلى أن الضربات الإسرائيلية تستهدف المدنيين الأبرياء في قطاع غزة وتسبب المزيد من المعاناة لسكانه.
كما أكدت حماس أن الحرب التي يقودها الاحتلال تشكل إبادة جماعية وتستدعي تدخلًا دوليًا عاجلًا للحد من معاناة المدنيين، مشددة على أن إسرائيل لن تكون قادرة على تحقيق أهدافها إلا عبر حل سياسي عادل وشامل.
نتنياهو: الغارات الجوية هي "مجرد بداية"
في مداخلة متلفزة له، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الهجمات الجوية على قطاع غزة "ما هي إلا بداية" لعملية عسكرية واسعة النطاق، نافيًا أن تكون الضربات قد تمت بناءً على دوافع سياسية داخلية. وأكد نتنياهو أن إسرائيل لن تتراجع عن استهداف حركة حماس، مشيرًا إلى أن المفاوضات مع حماس بشأن الإفراج عن الرهائن ستستمر "تحت النار".
تأتي تصريحات نتنياهو ردًا على الانتقادات التي وجهها أهالي المحتجزين الاسرائيليين الذين اتهموه "بالتضحية" بأبنائهم عبر شن هذه الغارات المكثفة، التي أسفرت عن مئات القتلى من المدنيين في غزة.
الاتصال بين السيسي وملك البحرين: دعوة لوقف العدوان
على الصعيد الدبلوماسي، تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي اتصالًا هاتفيًا من ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، رئيس الدورة الحالية للقمة العربية، حيث تم التباحث حول التصعيد العسكري في غزة. وأدان الزعيمان الضربات الجوية التي استهدفت المدنيين، وأكدا على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، محذرين من أن استمرار هذا العنف سيزيد من تعقيد الأوضاع الإنسانية.
كما طالبا المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لحماية سكان غزة من العدوان الإسرائيلي المستمر. وتطرقا أيضًا إلى ضرورة الالتزام بقرارات القمة العربية الأخيرة، خاصة ما يتعلق بخطة إعادة إعمار القطاع.
ألمانيا: دعوة إلى "التمسك بالقانون الدولي"
من جانبها، أعربت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك عن "قلقها العميق" إزاء الضربات الجوية الإسرائيلية على غزة، وأكدت على ضرورة احترام القانون الدولي في أي عمل عسكري.
وقالت بيربوك في تصريحات لها: "لا يجوز أن يكون الأطفال والنازحون الذين أُصيبوا ضحايا للصراع السياسي". وأضافت أن ألمانيا تدعو إلى توقف العنف فورًا واحترام مبدأ التناسب في الرد العسكري، محذرة من أن الهجمات العشوائية لا يمكن أن تُبرر تحت أي ظرف من الظروف.
كما دعت بيربوك إلى استئناف المفاوضات حول وقف إطلاق النار، مشيرة إلى أهمية تدخل الولايات المتحدة في الضغط على إسرائيل لوقف الهجمات.
الاتحاد الأوروبي: قلق من تفاقم الأزمة الإنسانية
وفي وقت لاحق، عبر المتحدث الرسمي باسم الاتحاد الأوروبي عن قلقه البالغ إزاء استمرار الغارات الجوية الإسرائيلية على غزة، والتي أسفرت عن سقوط مئات الضحايا من المدنيين، بما في ذلك النساء والأطفال.
وأشار إلى أن هذه الهجمات قد أدت إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع، مما يستدعي تحركًا دوليًا عاجلًا لوقف التصعيد العسكري، مضيفًا أن الاتحاد الأوروبي يشدد على ضرورة احترام القانون الدولي الإنساني وتوفير المساعدات الإنسانية للمتضررين من العدوان. وفي ختام بيانه، دعا الاتحاد الأوروبي إلى إيجاد حل سياسي شامل يضمن حقوق الفلسطينيين ويعزز فرص السلام في المنطقة.