رحبت جامعة الدول العربية، بإعلان التوصل إلى اتفاق سلام بين أرمينيا وجمهورية أذربيجان، واعتبرت أن ذلك يمثل خطوة ضرورية ومهمة نحو إنهاء النزاع بين البلدين وتحقيق السلام الدائم في منطقة القوقاز.
وأكدت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، دعمها الكامل لهذا الاتفاق الذي يرسي قواعد حل النزاعات وتسويتها بالطرق السلمية، وأعرب مصدر مسؤول بالأمانة العامة عن أمله في توقيع اتفاق سلام نهائي وشامل لكافة القضايا الخلافية بين البلدين مؤكدا أن الحوار الدبلوماسي هو الحل الوحيد لهذا النزاع الطويل.
تفاصيل اتفاق السلام بين أذربيجان وأرمينيا
أعلنت أذربيجان وأرمينيا الخميس، التوصل إلى "اتفاق سلام" إثر مفاوضات كان الغرض منها تسوية النزاع القائم بينهما منذ عقود.
وقال وزير الخارجية الأذربيجاني جيهون بايراموف في تصريحات للصحفيين، إن "مسار المفاوضات حول نصّ اتفاق السلام مع أرمينيا قد أنجز".
وأصدرت الخارجية الأرمينية بعد ذلك بيانا جاء فيه أن "اتفاق السلام جاهز للتوقيع. جمهورية أرمينيا مستعدة لبدء مشاورات مع جمهورية أذربيجان بشأن موعد ومكان التوقيع".
وفي دليل على التوترات التي ما زالت تشوب العلاقة القائمة بين البلدين الواقعين في منطقة القوقاز، انتقدت أرمينيا في بيانها أذربيجان لإدلائها بإعلان "أحادي"، في حين كانت يريفان ترغب في أن يكون "مشتركا".
وخاضت باكو ويريفان حربين للسيطرة على منطقة قره باغ الأذربيجانية وتقطنها غالبية من الأرمن، مرة أولى عقب سقوط الاتحاد السوفياتي كان النصر فيها من نصيب أرمينيا ومرة أخرى في 2020 انتصرت فيها أذربيجان، قبل أن تستولي باكو على الجيب بكامله في هجوم استمر 24 ساعة في سبتمبر 2023.
ترحيب دولي باتفاق السلام بين أذربيجان وأرمينيا
فيما رحبت عدة دول ومنظمات دولية باتفاق السلام الذي تم التوصل إليه بين أرمينيا وأذربيجان، معتبرةً إياه خطوة مهمة نحو تحقيق الاستقرار في المنطقة.
وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، دعم موسكو لهذا الاتفاق، قائلة: "نرحب بإنجاز المفاوضات" و"ندعم هذه الخطوة المهمة نحو تطبيع كامل وشامل للعلاقات بين أرمينيا وأذربيجان"، رغم أن روسيا تعتبر حليفة تقليدية لأرمينيا إلا أنها تسعى للحفاظ على علاقات متوازنة مع الطرفين.
من جانبها، أعربت وزارة الخارجية السعودية عن ترحيبها بإتمام المفاوضات بين البلدين، معربة عن أملها في أن يفتح الاتفاق الباب أمام مرحلة جديدة من الاستقرار والازدهار، وجددت دعم المملكة لكل ما يعزز الأمن والاستقرار الدوليين.
كما رحبت الولايات المتحدة بالاتفاق، حيث وصف وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو المعاهدة بأنها "تاريخية"، داعيًا الطرفين إلى الالتزام بالسلام والبدء في "عصر جديد من الازدهار لشعوب جنوب القوقاز"، مؤكدًا أن هذه الخطوة تنسجم مع رؤية الرئيس ترمب لعالم أكثر سلامًا.
وفي السياق نفسه، عبر الاتحاد الأوروبي عن دعمه للاتفاق، وأكدت مسؤولة السياسة الخارجية كايا كالاس تقديرها للجهود التي بذلها الجانبان خلال السنوات الأخيرة لتحقيق هذا التقدم، فيما وجه رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا "تهانيه الصادقة" لقادة أرمينيا وأذربيجان، مشجعًا على سرعة توقيع الاتفاق بشكل رسمي.
