قال واصل أبويوسف، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إن مصر نجحت في تغيير خطة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تجاه تهجير سكان قطاع غزة، بفضل موقفها الواضح والقوي، وهذا يعود إلى الدور الفاعل الذي لعبته مصر في مواجهة هذه الخطة التي كانت تهدف إلى تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة.
وكانت مصر قد أعربت، أمس، عن تقديرها لتصريحات ترامب خلال لقائه مع مايكل مارتن، رئيس الوزراء الأيرلندي، بشأن عدم مطالبة سكان غزة بمغادرته، مؤكدة أن هذا الموقف يعكس تفهمًا لأهمية تجنب تفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع، وضرورة العمل على إيجاد حلول عادلة ومستدامة للقضية الفلسطينية.
وأوضح "أبويوسف"، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن الموقف المصري كان رافضًا لهذه السياسات منذ البداية، حيث تم التأكيد على أن حقوق الشعب الفلسطيني هى خط أحمر لا يمكن المساس به، وأن شعبنا الفلسطيني سيظل متمسكًا بأرضه ومقاومًا للاحتلال والاستعمار بكل الوسائل المشروعة.
مصر تُفشل مخططات ترامب لتهجير سكان غزة
وأكد "أبويوسف" أن ما حققته مصر، ليس فقط من خلال موقفها الثابت بل أيضًا من خلال تحركها السريع والموحد مع الدول العربية، كان له دور حاسم في إفشال مخططات ترامب، التي كانت تهدف إلى تهجير الفلسطينيين قسرًا، كما أن الموقف المصري الموحد في هذا الشأن كان له أثر كبير في تعزيز موقف الدول العربية، حيث إن الفلسطينيين رفضوا بشكل قاطع أي محاولة لتغيير الهوية الوطنية الفلسطينية أو تهجيرهم عن أراضيهم، إضافة إلى الموقف الأردني أيضًا حجر الزاوية في هذا الموضوع، فقد عبّرت المملكة الأردنية الهاشمية عن رفضها القاطع لأي تهجير فلسطيني من غزة.
ولفت إلى القمة العربية الأخيرة بالقاهرة التي دعت إليها مصر، تم التأكيد على موقف واحد وواضح وهو رفض تهجير الفلسطينيين من غزة، وتأكيد حقهم في العودة إلى وطنهم وأرضهم، وكلمات الرؤساء العرب في القمة كانت صادقة وحاسمة، وأكدت جميعها رفض هذه المحاولات الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية.
وتابع: أعتقد أن تراجع ترامب عن موقفه يثبت فشل خطته أمام الموقف العربي والفلسطيني والدولي، كما أن الموقف المصري والداعم للحقوق الوطنية الفلسطينية كان له دور محوري في تغيير مسار الأحداث، وهو ما جعل دول العالم، بما في ذلك القوى الكبرى، تدرك أن هناك إجماعًا دوليًا على عدم قبول المساس بحقوق الشعب الفلسطيني.
وأكد "أبويوسف": اليوم أصبح لدينا مسار واضح للخطة المصرية العربية، التي تبنتها جامعة الدول العربية، والتي تتضمن إعادة إعمار غزة ووقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، والخطة أيضًا تتضمن الضغط على الاحتلال لوقف الجرائم التي يرتكبها بحق المدنيين الفلسطينيين، حيث ثبت أن المواقف العربية التي دعت إليها مصر كانت قادرة على مواجهة السياسات الظالمة التي حاولت فرضها الولايات المتحدة.
وختم تصريحاته قائلا: نحن كشعب فلسطيني نقدر الموقف المصري الثابت، الذي عبّر عنه الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي كان أول من تحدث مع ترامب عن رفض التهجير، فدائمًا ما تقف مصر بجانب الفلسطينيين في نضالهم وكفاحهم من أجل تحقيق الحرية والاستقلال، وتأكيد حقوقهم، وفي مقدمتها حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وهذا الموقف العربي الموحد كان نقطة تحوّل في مسار الأحداث، ونأمل أن يستمر هذا التضامن العربي في دعم الشعب الفلسطيني حتى تحقيق كافة حقوقه.