قال الفنان معتز هشام إن وفاة والده فى سن مبكرة ساعدته فى فهم مشاعر شخصية «قطايف»، التى جسدها خلال مسلسل «ولاد الشمس»، وحققت نجاحًا كبيرًا، مشيرًا إلى أنه يتلقى رسائل إشادة بشكل دائم، وهناك بعض المعجبين المعترضين على موت الشخصية فى الحلقة الثامنة من العمل.
وأضاف «هشام»، فى حواره مع «الدستور»، أن التحدى الأكبر بالنسبة له كان التحضير السريع للشخصية؛ إذ جرى اختياره لتجسيدها قبل يومين فقط من بدء التصوير، لافتًا إلى أنه حرص على قراءة السيناريو جيدًا والتفكير فى ماضى الشخصية، والقراءة المكثفة حول موضوعات مثل: الأيتام والتبنى لفهم أجواء العمل.
وأكد أنه تعلم الكثير من الفنان محمود حميدة، الذى قال له إن الموهبة غير كافية لتحقيق النجاح للممثل، بل يجب أن يجتهد ويسعى كى يحقق حلمه، ولفت إلى أن هناك تناغمًا كبيرًا حدث خلال التصوير بينه وبين النجمين طه دسوقى وأحمد مالك.. وإلى الحوار.
■ بداية.. كيف كان شعورك حينما رأيت ردود أفعال الجمهور حول شخصية «قطايف»؟
- لم أكن أتوقع هذا الكم من التفاعل مع الشخصية، فقد تلقيت رسائل وتعليقات كثيرة من الجمهور، بعضهم تأثر جدًا بموت «قطايف» والبعض الآخر شعر بالغضب لأنه رحل مبكرًا.
هذا التفاعل جعلنى أشعر بأننى نجحت فى إيصال مشاعر الشخصية بشكل صادق، وهو ما أسعى إليه دائمًا كممثل.
■ مَن الذى رشحك لتجسيد الشخصية؟
- رشحنى لتجسيد الشخصية المخرج شادى عبدالسلام، وكان الأمر تحديًا كبيرًا بالنسبة لى لأننى حصلت على الدور قبل يوم واحد فقط من بدء التصوير، ولم يكن لدىّ وقت كافٍ للتحضير، لكننى حرصت على أن أكون مستعدًا بشكل كامل لأداء الدور، فحفظت السيناريو بدقة، وناقشت مع المخرج كيفية تجسيد الشخصية بطريقة مثالية.
التحدى الأكبر كان ضيق الوقت، إضافة إلى أننى كنت بحاجة لفهم تفاصيل دقيقة حول موضوع الأيتام والتبنى، لذلك قرأت بشكل مكثف حول هذا الموضوع، وحضرت لقاءات حول رعاية الأيتام، كما عقدت جلسات مع مؤلف العمل «مهاب طارق» للتأكد من فهم كل جانب من جوانب الشخصية قبل البدء فى التصوير.
■ هل هناك تشابه بينك وبين «قطايف»؟
- نعم، هناك تشابه بينى وبين «قطايف»، خاصة فى طريقة المزاح والضحك، ولكن هناك جوانب أخرى تتطلب منى تجسيد مشاعر مختلفة، مثل: العزلة والحزن، وبالنسبة لى شعرت بالقرب من الشخصية، لأننى فقدت والدى فى سن مبكرة، وهذا جعلنى أفهم مشاعر الأيتام بشكل أعمق.
■ كيف أثر فقدان والدك على طريقة تقديمك الشخصية؟
- فقدان والدى فى سن مبكرة جعلنى أتفاعل بشكل أعمق مع مشاعر الأيتام فى المسلسل، وفى مشهد كنت أتساءل فيه عن سبب غياب والدى، هل كان فقيرًا أو غنيًا لدرجة أنه لم يستطع رعايتنا؟ هذا المشهد كان مؤثرًا بالنسبة لى، لأن مشاعرى كانت تتداخل مع مشاعر «قطايف»، وأردت أن أشعر الجمهور بهذه المشاعر بشكل حقيقى.
■ تعاونت مع النجم محمود حميدة.. كيف كانت التجربة؟
- التعاون مع النجم محمود حميدة كان تجربة رائعة جدًا، فهو فنان كبير وله هيبة على الشاشة، وتعلمت منه الكثير من خلال مواقف كان يرويها فى أثناء التصوير، واستفدت كثيرًا من تجاربه فى الحياة والفن، فهو موسوعة ثقافية وفنية، وأتمنى أن أصل يومًا إلى مستوى احترافيته الفنية والقدرة على التأثير فى الجمهور.
قال لى ذات مرة: «موهبة الفنان وحدها لا تكفى ولكن عليه أن يعمل بجد دائمًا حتى يصل لأقصى درجات التألق والنجاح».. هذه الجملة ظلت محفورة فى ذهنى، وهذا الدرس تعلمته من خلال تجربتى فى «ولاد الشمس»؛ إذ أدركت أن الاجتهاد والتحضير الجيد هما ما يصنعان الفرق فى الأداء التمثيلى.
■ هل كانت هناك مساحة للارتجال فى المسلسل؟
- نعم، كانت هناك مساحة للارتجال، خاصة فى المشاهد التى جمعتنى مع أحمد مالك وطه دسوقى، وكان هناك تناغم كبير بيننا، وهذا سمح لنا بإضافة لمسات خاصة على شخصياتنا وجعلها أكثر واقعية، فلم نكن نريد أن تكون الشخصيات مجرد كلمات مكتوبة على ورق، بل كنا نعمل على جعلها حية ومُعبرة عن البشر فى تفاصيلها لنكون أقرب للجمهور.
■ ما المشهد الذى تعتبره الأهم فى شخصية «قطايف»؟
- مشهد وفاة «قطايف» فى الحلقة الثامنة كان من أهم المشاهد التى أثرت فى الجمهور.. وعندما قرأت هذا المشهد شعرت بمدى تأثيره الكبير على المشاهدين بعد تصويره، وشعرت بإعجاب زملائى فى العمل.
كان من المشاهد التى تفاعل معها الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعى، وتساءل البعض كيف تقام مسابقات رغم أن «قطايف» قد مات منذ يومين، وهذا يدل على تأثر الجمهور بالحدث بشكل كبير.
■ هل هناك مشاهد أخرى لا تستطيع نسيانها؟
- نعم، هناك مشهد «السطح» الذى جمعنى مع أحمد مالك وطه دسوقى، حين قررنا مغادرة دار الأيتام. وكان هذا المشهد مليئًا بالمشاعر المختلطة من الأمل والإصرار على التغيير، وأعتبره من أبرز المشاهد التى أحببتها فى المسلسل، فكان يمثل قرارًا مصيريًا مليئًا بالدلالات حول ضرورة التغيير والخروج من حالة اليأس.
■ كيف تأثرت بشخصية «قطايف» على المستوى الشخصى بعد انتهاء التصوير؟
- الشخصية تركت أثرًا كبيرًا داخلى، خاصة أنها مليئة بالمشاعر المركبة. بعد انتهاء التصوير كنت أجد نفسى أفكر فى بعض مشاهد «قطايف» وكيف كانت حياته ستتغير لو استمر فى الأحداث، فهذا النوع من الشخصيات يجعلك تفكر كثيرًا فى الواقع وفى الأشخاص الذين يعيشون تجارب مماثلة.
■ هل كان هناك مشهد صعب بالنسبة لك؟
- من أصعب المشاهد التى قدمتها كان مشهد المطاردة، إذ اضطررت لتسلق سقالات خشبية ضخمة فى مشهد سريع ملىء بالتوتر، وكانت هناك ضغوط كبيرة لأننا لم نتدرب على هذا النوع من المشاهد بشكل كافٍ، لكننى استطعت أن أؤدى المشهد بنجاح دون أن أتعرض لأى إصابة، وهذا النوع من المشاهد يمثل تحديًا ممتعًا بالنسبة لى، لأنه يعطينى الفرصة لإظهار قدراتى التمثيلية فى أدوار متنوعة.
■ كيف كان التعاون مع المخرج شادى عبدالسلام؟
- المخرج شادى عبدالسلام لديه رؤية فنية متميزة، وهو دقيق جدًا فى توجيه الممثلين، وكان يحرص على أن يقدم كل ممثل أفضل ما لديه، وترك لنا مساحة كبيرة للإبداع فى المشاهد، ودائمًا يشجعنى على أن أكون طبيعيًا وألا أعتمد فقط على النص، بل أبحث عن المشاعر الحقيقية داخل الشخصية.
■ كيف تفسر نجاح مسلسل «ولاد الشمس»؟
- النجاح الذى حققه المسلسل كان نتيجة تعاون جميع أفراد فريق العمل والأجواء الإيجابية داخل الكواليس كانت من الأسباب الرئيسية وراء هذا النجاح، إذ كان الجميع يسعى لتقديم أفضل ما لديهم، وأنا سعيد جدًا بهذا النجاح وأشعر بالفخر للعمل مع فريق رائع، فكل فرد فى الفريق كان يسعى لتقديم الأفضل، وهذا ما جعل المسلسل يصل إلى قلب الجمهور، وأنا دائمًا أتطلع إلى تطوير مهاراتى التمثيلية، وآمل فى تقديم أدوار جديدة ومؤثرة فى المستقبل.
■ كيف ستختار أدوارك المستقبلية؟
- سأحرص على التنوع، فالتنوع فى تقديم الأدوار هو جزء أساسى من استراتيجيتى الفنية. الممثل يجب أن يقدم أدوارًا متنوعة ليظل دائمًا مثيرًا للاهتمام لدى الجمهور، وهذا التنوع يساعدنى فى اكتشاف جوانب مختلفة من شخصيتى كممثل، ويمنحنى الفرصة للتطور الفنى بشكل مستمر. وأتمنى تقديم شخصية تاريخية أو سيرة ذاتية لشخصية أثرت فى المجتمع. وأحب الأدوار التى تتطلب بحثًا وتحضيرًا مكثفًا، وأعتقد أن تقديم شخصية من الواقع سيكون تحديًا رائعًا بالنسبة لى.
■ هل لديك طقوس معينة فى أثناء التحضير لأى دور جديد؟
- نعم، أول شىء أفعله هو قراءة السيناريو عدة مرات لفهم الشخصية بشكل كامل، ثم أبدأ فى البحث عن أى تفاصيل تساعدنى فى تقمصها، سواء من خلال القراءة أو مشاهدة أعمال مشابهة أو حتى الحديث مع أشخاص لديهم تجارب قريبة من الشخصية. وأحب أيضًا أن أقضى بعض الوقت وحدى للتفكير فى ماضى الشخصية وتفاصيل حياتها، فهذا يساعدنى فى تقديمها بشكل أكثر واقعية.
■ كيف ترى مستقبل مسيرتك الفنية؟
- أتطلع دائمًا إلى تقديم أعمال جديدة ومؤثرة. ما أبحث عنه هو التنوع والتحدى فى الأدوار التى أقدمها، وأن أقدم شخصيات جديدة وجذابة تجعل الجمهور يشاهدها باهتمام هو الهدف الرئيسى بالنسبة لى. وأعتقد أن النجاح المستمر يتطلب دائمًا العمل الجاد والتطوير المستمر.
■ هل لديك قدوة فى مجال التمثيل؟
- هناك العديد من الممثلين الذين أعتبرهم مصدر إلهام لى، لكن إذا تحدثنا عن التأثير الأكبر، فأنا معجب بأسلوب أحمد زكى فى التمثيل، فكان ممثلًا بارعًا فى التعمق فى الشخصيات، وهذا ما أطمح إليه فى مسيرتى.
■ كيف تقضى وقتك خارج التصوير؟
- أحب القراءة ومشاهدة الأفلام، وأحاول دائمًا تعلم أشياء جديدة تفيدنى فى التمثيل، كما أننى أمارس الرياضة لأنها تساعدنى فى الحفاظ على لياقتى، خاصة أن بعض الأدوار تتطلب مجهودًا بدنيًا كبيرًا.
■ ما الذى يحفزك للاستمرار فى التمثيل وتطوير نفسك؟
- حب الجمهور هو الحافز الأكبر، فعندما أشعر بأن هناك مَن يتابعنى ويتأثر بما أقدمه، يدفعنى ذلك للعمل أكثر، وأيضًا شغفى بتجربة شخصيات جديدة وتحدى نفسى فى كل دور هو ما يجعلنى أستمر.
■ ماذا تقول للجمهور بعد نجاح «ولاد الشمس»؟
- أود أن أشكر كل شخص تابع المسلسل وتفاعل مع شخصية «قطايف». دعم الجمهور هو السبب الرئيسى وراء نجاح أى فنان، وأنا ممتن لكل التعليقات التى وصلتنى، وأتمنى أن أقدم دائمًا أعمالًا تليق بالجمهور، وأن يظلوا دائمًا متابعين أعمالى.