الأحد 16/مارس/2025 - 04:58 ص
هل استيقظتَ يومًا وأنت تشعر بالإرهاق، أو الانفعال، أو ترغب بتناول وجبات خفيفة سكرية بعد ليلة نوم مضطربة، ليس الأمر مجرد إرهاق، بل قد تؤثر أنماط نومك على مستويات السكر في دمك أكثر مما تتصور.
ووفقًا لـ news18، كشفت دراسة حديثة أجراها مختبر ويستليك الصيني لعلوم الحياة والطب الحيوي عن وجود صلة قوية بين قلة النوم وعدم استقرار مستويات السكر في الدم، قد تزيد هذه التقلبات من خطر الإصابة بمرض السكري وغيره من الاضطرابات الأيضية، مما يجعل النوم لا يقل أهمية عن النظام الغذائي وممارسة الرياضة للصحة.
العلاقة بين النوم وسكر الدم
في حين أن النوم ضروري للصحة العامة، فقد وجد الباحثون الآن أن مدة النوم ووقته يؤثران بشكل كبير على قدرة الجسم على تنظيم مستوى الجلوكوز، باستخدام بيانات من مراقبة الجلوكوز المستمرة (CGM)، حلل العلماء أنماط النوم وتغيرات مستوى السكر في الدم لأكثر من 1100 بالغ تتراوح أعمارهم بين 46 و83 عامًا، كجزء من دراسة قوانجتشو للتغذية والصحة.
واتت النتائج مذهلة، إذ لاحظ الباحثون تفاوتًا أكبر في مستويات السكر في الدم لدى من ينامون ساعات أقل باستمرار أو يتأخرون في النوم، ويشير هذا إلى أن عادات النوم السيئة قد تُضعف قدرة الجسم على الحفاظ على مستوى ثابت من الجلوكوز، وهو أمر بالغ الأهمية لصحة الأيض والوقاية من داء السكري.
ما هي كمية النوم الكافية؟
تم تقسيم المشاركين إلى أربع مجموعات بناءً على مدة نومهم:
الحرمان الشديد من النوم (4-4.7 ساعات في الليلة)
الحرمان من النوم المعتدل (5.5-6 ساعات في الليلة)
الحرمان الخفيف من النوم (6.8-7.2 ساعة في الليلة)
النوم الكافي (8-8.4 ساعات في الليلة)
ليس من الغريب أن من حصلوا على أقل قدر من النوم كانوا الأكثر تقلبًا في مستويات سكر الدم، ومع ذلك، حتى من ناموا ما بين 5.5 و7 ساعات أظهروا تقلبًا متزايدًا في مستوى سكر الدم.
وبالإضافة إلى مدة النوم، لعب وقت النوم دورًا رئيسيًا، إذ صُنِّف المشاركون إلى من ينامون مبكرًا أو متأخرًا، ولاحظ الباحثون أن من يسهرون بانتظام ارتفع متوسط تقلبات سكر الدم لديهم بنسبة 1.18%، ولوحظت أسوأ النتائج الأيضية لدى الأفراد الذين ناموا ساعات أقل وكانوا غير منتظمين في مواعيد النوم.
لماذا يُعد استقرار نسبة السكر في الدم أمرًا مهمًا؟
لا تُشكّل تقلبات سكر الدم مصدر قلق لمرضى السكري فحسب، بل تؤثر أيضًا على مستويات الطاقة، والتحكم في الشهية، والصحة على المدى الطويل، فعندما تكون مستويات الجلوكوز غير مستقرة، قد تُحفّز الرغبة الشديدة في تناول الطعام، وتُبطئ عملية الأيض، وتزيد من خطر مقاومة الأنسولين مع مرور الوقت.
وبالنسبة لأولئك المعرضين بالفعل لخطر الإصابة بمرض السكري، تؤكد هذه النتائج أن الحفاظ على نمط حياة متوازن لا يقتصر على تناول الطعام الجيد والبقاء نشيطا فحسب بل إن إعطاء الأولوية للنوم أمر حيوي بنفس القدر.
نصائح لتحسين النوم ودعم عملية التمثيل الغذائي
إذا كنت تريد تحسين صحتك وتنظيم نسبة السكر في الدم بشكل طبيعي، فحاول اتباع هذه العادات المفيدة للنوم:
احصل على 7-8 ساعات من النوم كل ليلة فهذا يسمح للجسم بموازنة الهرمونات ودعم الوظيفة الأيضية.
الالتزام بموعد نوم ثابت الذهاب إلى السرير في نفس الوقت يوميًا يساعد على تنظيم ساعتك الداخلية.
تقليل وقت الشاشة قبل النوم الضوء الأزرق من الشاشات يمنع إنتاج الميلاتونين، مما يجعل النوم أكثر صعوبة.
تجنب تناول الوجبات الخفيفة في وقت متأخر من الليل تناول الطعام قبل النوم مباشرة قد يؤدي إلى ارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم مما يعيق النوم المريح.
احصل على التعرض لأشعة الشمس الصباحية يساعد الضوء الطبيعي في الصباح على ضبط إيقاعك اليومي، مما يحسن جودة النوم في الليل.