تمر اليوم الذكرى 45 على رحيل المخرج العالمي ألفريد هيتشكوك، والذي رحل في مثل هذا اليوم الموافق 29 أبريل 1980، إذ يعد أحد أبرز أعلام الفن السابع، "سيد التشويق " الذي مثل علامة فارقة في تاريخ السينما العالمية.
وفي التقرير التالي تعرف على هيتشكوك.

سيد التشويق.. من الأفلام الصامته إلى أفلام الإثارة
ولد ألفريد جوزيف هيتشكوك في لندن عام 1899 لعائلة كاثوليكية من الطبقة المتوسطة ونشأ وسط بيئة محافظة وصارمة أثرت لاحقًا على أعماله التي امتلأت بشخصيات معقدة، وعلاقات متوترة، وتيمات تتعلق بالذنب والعقاب والقدر.
تشير سيرة المخرج العالمي هيتشكوك، إلى أنه بدأ في أواخر عشرينيات القرن الفائت، حيث أخرج أفلاما صامتة عدة، صنعت شهرته في ذلك الوقت، دفعه هذا إلى الذهاب إلى هوليود في أواخر الثلاثينيات، ليبدأ مرحلة جديدة أصبحت فيها أعماله بمثابة محطات مفصلية في تطور الفن السينمائي.
تميزت أعماله بالتوتر والإثارة إلا أنها كانت تتجنب العنف المباشر والمشاهد الدموية، ويركز بدلًا من ذلك على الإيحاءات النفسية والرمزية، مستثمرًا الصمت والموسيقى والتكوين البصري في خلق جو من القلق والترقب.
أبرز أعماله
خرج هيتشكوك أكثر من 50 فيلمًا روائيًا على مدار حياة مهنية امتدت لستة عقود، من بين أبرز أعماله التي رسّخت اسمه في ذاكرة السينما العالمية: Vertigo (1958)، الذي تم اقتباسه من الرواية الفرنسية "الأحياء والموتى" لبيير بويلو وتوماس نارجاك، الذي صنف لاحقًا كأفضل فيلم في تاريخ السينما من قبل معهد الفيلم البريطاني، وPsycho (1960)، الذي يعد بمثابة تحولًا نوعيًا في أفلام الرعب والإثارة، وNorth by Northwest (1959)، الذي قدّم فيه هيتشكوك نموذجًا للمطاردات السينمائية الرفيعة. كما لا يمكن نسيان فيلمه The Birds (1963)، الذي أدهش المشاهدين بتحويل الطيور العادية إلى كائنات مرعبة دون استخدام مؤثرات رقمية متقدمة.
ما يميز المخرج العالمي هيتشكوك عن غيره من المخرجين ليس فقط براعته التقنية، بل فهمه العميق للطبيعة البشرية. فقد كان مهووسًا بالخوف، لا باعتباره مجرد شعور لحظي، بل كقوة نفسية يمكن تطويعها داخل السرد البصري.. وقد عُرف هيتشكوك بحبه للظهور في مشاهد قصيرة من أفلامه، وهو ما أصبح لاحقًا "توقيعه الخاص" في كل عمل يقدّمه. كما اشتهر بتعاونه مع عدد من كبار الممثلين والممثلات، أبرزهم جيمس ستيوارت، وكاري غرانت، وغريس كيلي، وجانيت لي، وكان حريصًا على أن يلعبوا أدوارًا تتحدى صورتهم النمطية لدى الجمهور.
رغم ترشيحه لعدة جوائز أوسكار، لم ينل هيتشكوك الجائزة كأفضل مخرج، واكتفى بجائزة شرفية من الأكاديمية عام 1968.
في ذكرى رحيله الخامسة والأربعين، يبدو هيتشكوك حيًا أكثر من أي وقت مضى. فبين مشهد ظلّ، ونظرة كاميرا، وصمت ثقيل، لا يزال "سيد التشويق" يراقبنا، لا من وراء الشاشة فقط، بل من داخل وعينا الجمعي، حيث ترك بصمته التي لا تُمحى.