قال المحلل السياسي اللبناني محمد الرز، إن الحكم اللبناني، بقيادة رئيس الجمهورية جوزيف عون ورئيس الحكومة القاضي نواف سلام، حريص على التأكيد بأن الجيش اللبناني قادر على حفظ الأمن وإبطال مفعول السلاح الخارج عن نطاق الدولة، في خطوة تهدف إلى إرسال رسائل متعددة الاتجاهات، إقليميًا ودوليًا.
رسالة إلى الخليج: لا تهريب ولا عداء
وأوضح الرز في تصريحات لـ"الدستور"، أن السلطة اللبنانية تسعى لإقناع الدول الخليجية والعربية، بأن لبنان لا يجب أن يكون "ممرًا أو مستقرًا لمعاداة العرب" ولا مركزًا لتهريب الممنوعات إليهم، وهو ما يُفترض أن يشجع هذه الدول على تقديم الدعم والمساعدة في إعادة إعمار ما دمّره العدوان الإسرائيلي الأخير.
إشعار واشنطن بجدية الدولة اللبنانية
كما أشار الرز، إلى أن هذه الإجراءات تمثّل أيضًا رسالة مباشرة إلى الإدارة الأمريكية، بصفتها رئيسة لجنة الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، لافتًا إلى أن الدولة اللبنانية، عبر الجيش، تسعى لتأكيد مصداقيتها وجديّتها، مشيرًا إلى أن الجيش اللبناني نفذ أكثر من 650 عملية دهم ضد مواقع ومنصات صواريخ تابعة لحزب الله جنوب الليطاني منذ نوفمبر الماضي.
عون يرد بغضب على الغارة الأخيرة
وتابع الرز: "المعلومات من بيروت تشير إلى أن الغارة الإسرائيلية الأخيرة على الضاحية الجنوبية قوبلت بموقف متشدد وغاضب من رئيس الجمهورية جوزيف عون، الذي دعا الولايات المتحدة إلى التدخل الفوري لوقف الاعتداءات".
وأوضح أن مقربين من الرئيس يشككون في نوايا إسرائيل الحقيقية، متسائلين: "هل تريد فعلًا نزع سلاح حزب الله؟ أم أنها تفتعل التصعيد لتمنحه مبررات إضافية للرفض؟".
التمسك بالسلم الأهلي ورفض أوراق الضغط
وأكد الرز، أن الرئيس عون يُدرك حساسية المرحلة، مشيرًا إلى أن قرار حصر السلاح بيد الدولة جاء بالتوازي مع التزام واضح بالسلم الأهلي ورفض عودة الحرب الأهلية، وهي معادلة لا يمكن تحقيقها إلا بالحوار الداخلي.
وفي هذا السياق، أوضح الرز، أن الرئاسة اللبنانية أبدت تحفظها على تصريحات المبعوثة الأمريكية مورغان أورتاغوس التي تحدثت عن "مهلة أربعة أسابيع لإنهاء سلاح حزب الله"، وتم إبلاغ هذا التحفّظ رسميًا إلى أصدقاء لبنان في البيت الأبيض، في خطوة تعكس رغبة بيروت في استبدال أورتاغوس التي كثرت "تجاوزاتها"، على حد قوله.
"المسرحية الإسرائيلية" وموقف مصر
وختم الرز بالإشارة إلى تعليق السفير المصري في بيروت على القصف الإسرائيلي الأخير، حيث وصف الغارات الإسرائيلية بأنها أشبه بالمسرحيات المكشوفة، مؤكدًا أن لبنان، بما فيه حزب الله، نفذ التزاماته ضمن اتفاق وقف النار، بعكس إسرائيل التي ارتكبت أكثر من ألفي خرق للاتفاق خلال خمسة أشهر فقط.