"أنا امرأة قوية وقاموس حياتي خال من أي كلمة عن الضعف، ومن هنا تكمن حياتي القوية في مواجهة الضعف ورفضه، فالضعف بالنسبة لى إلغاء للشخصية، وأنا أملك شخصيتي".. هكذا صرحت الفنانة سناء جميل، التي يمر اليوم ذكرى ميلادها، في إحدى لقاءتها الصحفية، لتصبح إحدى أعمدة الفن المصري والعربي، التي رسمت لنفسها مكانة لا تتزحزح في قلوب الجمهور بموهبتها الاستثنائية، وأسلوبها الصادق الذي لم يعرف المساومة.
الأيام الأخيرة في حياة الفنانة سناء جميل
في كتاب "حكاية سناء" للكاتبة روجينا بسالي، تكشف تفاصيل الأيام الأخيرة في حياة الفنانة سناء جميل، التي رحلت عن عالمنا بعد صراع طويل مع المرض، قائلة: وصلت سناء جميل إلى سن السبعين وهى لا تزال متوهجة، وتأثيرها قوى عميق، وأداؤها لم يفتر، ودون أن تلجأ إلى أعمال بلا قيمة، ولولا وجود الدراما التليفزيونية لأصيبت بالقهر، بعد أن مُنعت من العمل فى المسرح بالتسعينيات، وابتعدت عنها السينما دون سبب واضح، ولم تقدم سوى 3 أفلام آنذاك.
وتابعت: فنانة كبيرة تظل 10 سنوات أو أكثر لا تقدم إلا هذا الرقم الهزيل من أعمال سينمائية ولم يستعن بها أحد، لذا لم تجد من حولها سوى التليفزيون، الذى لجأت إليه ثانية بعد أن لجأت إليه قديمًا بعد فيلم "بداية ونهاية".
وأوضحت: كمن شعر بقرب الرحيل، قدمت فى أقل من عامين 9 مسلسلات دفعة واحدة، دون عمل سينمائى واحد، حتى جاء فيلم "اضحك الصورة تطلع حلوة" فى 1998، ليكون آخر أعمالها السينمائية، ويصبح أيقونة لكل المشاركين به وختامًا عظيمًا لأعمالها.
صراعها الأخير
في عام 2002، وبينما كانت تستعد سناء جميل للمشاركة في مسلسل "أبيض × أبيض"، باغتها المرض اللعين. سرطان الرئة أنهك جسدها، فلم تتمكن من استكمال تصوير أكثر من 15 مشهدًا فقط، وأدرك زوجها الكاتب الصحفي لويس جريس صعوبة الموقف، فاقترح أن تحل مكانها فنانة أخرى، لتكمل ما بدأته الفنانة ماجدة الخطيب.
وروت الكاتبة روجينا بسالي، في كتابها "حكاية سناء"، تفاصيل الأيام الأخيرة لهذه السيدة الاستثنائية، التي خاضت معركتها الأخيرة بشجاعة حتى أسلمت الروح في 22 ديسمبر 2002، عن عمر يناهز 72 عامًا.
وحدة حتى الرحيل
حتى بعد موتها، استمر إحساس القطيعة. فبعد رحيلها، ترك زوجها جثمانها في المشرحة ثلاثة أيام انتظارًا لظهور عائلتها وإلقاء نظرة الوداع، لكن دون جدوى، واضطر لويس جريس، أخيرًا، إلى أن يدفنها، كما عاشت دومًا.. مكتفية بذاتها، شامخة رغم الغياب.
لكن حب الجمهور لم يغِب، إذ خرجت جنازتها موكبًا مهيبًا، شارك فيه الأصدقاء والمحبون من كل صوب، ليؤكدوا أن فن سناء جميل وشخصيتها القوية باقية في وجدان المصريين والعرب، لا تطفئها السنوات ولا ينال منها الغياب.