أخبار عاجلة

ملتقى سيناء الأول لفنون البادية يُناقش "آليات حفظ التراث الشعبي" - نجوم مصر

شهد قصر ثقافة العريش انعقاد الجلسة الرابعة من الندوة العلمية تحت عنوان "آليات حفظ وصون التراث الشعبي"، مساء أمس الخميس، في إطار الفعاليات النوعية لملتقى سيناء الأول لفنون البادية، احتفالا بالذكرى الثالثة والأربعين لتحرير سيناء.

وتنظم الملتقى الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، وينفذ بإشراف الكاتب محمد ناصف نائب رئيس الهيئة وتستمر فعالياته حتى 27 أبريل الحالي.

أدار الندوة الشاعر والباحث د. مسعود شومان، رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية، مشيرًا إلى أن حفظ التراث لم يعد رفاهية ثقافية، بل ضرورة قومية لحماية الهوية المصرية من عوامل الطمس والاندثار، وأشار إلى إدراج عدد من عناصر التراث المصري ضمن قوائم التراث غير المادي لمنظمة اليونسكو، مثل "التحطيب، الأراجوز، والخط العربي"، وغيرها معتبرا هذه العناصر نماذج شاهدة على عبقرية المصري عبر العصور.

وطرح "شومان"، رؤية عملية لحفظ التراث، ترتكز على إنشاء دورات تدريبية متخصصة لتأهيل الباحثين في مهارات الجمع الميداني، وهو ما وصفه بأنه "فن صعب لا يقبل الارتجال"، لافتاً إلى أهمية الإعداد القبلي، والدراسة الأنثروبولوجية الدقيقة للمجتمع موضع البحث، وفهم شبكة علاقاته ومفاهيمه الرمزية.

كما أشار رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية، إلى أن الجمع الميداني عملية معرفية مركبة تتطلب التواضع أمام الراوي الشعبي، والقدرة على استنباط الرموز والمعاني من الحكايات والسياقات. 

ودعا إلى إدخال تقنيات التوثيق الرقمي، وإشراك المجتمعات المحلية في عملية الحفظ، باعتبارهم الملاك الحقيقيين لهذا التراث.

واختتم كلمته بدعوة إلى ما سماه "تحويل التراث إلى مشروع وطني"، تنخرط فيه الوزارات المعنية، والمجتمع المدني، والمؤسسات التعليمية، قائلا: "لا يمكن حفظ التراث إذا تعاملنا معه كحكايات تروى في المناسبات فقط، بل يجب أن يكون مادة تدرس، وسلوك يمارس، وروح تسكن تفاصيل الحياة اليومية".

وركز الباحث د. سمير محسن، الذي ركز على التراث السيناوي تحديدا، مؤكدا أنه أكثر من مجرد مرويات أو عادات، بل هو ذاكرة جمعية حية تعكس أنماط الحياة، وقيم المجتمع البدوي، ونظرته للعالم.

ونوه بأن التراث السيناوي بحاجة إلى دراسات علمية موسعة، وتكامل في الجهود بين المؤسسات الثقافية والعلمية والتعليمية والاجتماعية، مشيرا إلى أن "كل بقعة في سيناء تحمل هوية ثقافية خاصة بها تستحق التوثيق والدراسة".

من جهته؛ قدم الشاعر محمد ناجي مداخلة وافية حول شروط وآليات حفظ التراث الشعبي، موضحا أن الجغرافيا ليست مجرد خلفية، بل عامل فاعل في تشكيل الثقافة، لذا يجب أن تكون عملية جمع التراث مراعية لسياقات المكان والبيئة. 

ولفت إلى أن عملية التدوين يجب أن تخضع لشروط منهجية صارمة، تبدأ من احترام الراوي الشعبي، والتعامل معه باعتباره شاهدا على زمنه، وليس مجرد ناقل للموروث، مشددا على أن الجامع يجب أن يتمتع بالثقافة والقدرة التحليلية، والاحترام للمجتمع الذي يعمل فيه.
وأشار إلى أهمية تصنيف المادة الميدانية بدقة، وربطها بسياقها الاجتماعي والرمزي، داعيا إلى إشراك الرواة والمجتمع المحلي في عملية التوثيق، باعتبارهم شركاء في إنتاج المعرفة، وليسوا موضوعا للدراسة فقط.

وشهدت الندوة مداخلات ثرية من الحضور، حيث تحدث الشيخ إبراهيم سالم، المدير التنفيذي لمتحف التراث السيناوي، عن أهمية تحويل حفظ التراث إلى مادة دراسية داخل المناهج التعليمية، تبدأ من مراحل الطفولة المبكرة، لضمان نقل الوعي بالتراث إلى الأجيال الجديدة بشكل منهجي ومحبب.

واقترح الشيخ عزمي أبو مليح، مدير إدارة رعاية الأيتام بشمال سيناء، إطلاق "أسبوع الأصالة والتراث" بشكل سنوي في جميع المحافظات، يكون بمثابة مهرجان ثقافي تطبيقي تمارس فيه العادات والتقاليد الحية، ما يخلق حالة من التفاعل المجتمعي، ويتيح فرص عمل جديدة من خلال الترويج للمنتج الثقافي والتراثي محليا ودوليا.

كما قدم الشيخ إبراهيم أبو عليان، أحد رموز بادية سيناء، عدة توصيات عملية، من بينها إنشاء أرشيف وطني رقمي للتراث البدوي، وتوثيق قصص كبار السن والحرف التقليدية والطب الشعبي، إلى جانب دعم الباحثين الشباب من أبناء سيناء وتوفير منح ودعم لوجستي لهم.

قصر ثقافة العريش
قصر ثقافة العريش
قصر ثقافة العريش
قصر ثقافة العريش
قصر ثقافة العريش
قصر ثقافة العريش

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق كهرباء الإسماعيلية يستضيف الداخلية والترسانة يواجه القناة في دوري المحترفين - نجوم مصر
التالى ملتقى سيناء الأول لفنون البادية يُناقش "آليات حفظ التراث الشعبي" - نجوم مصر