كشف اللواء علي حفظي، مساعد وزير الدفاع ومحافظ شمال سيناء الأسبق، عن واحدة من أخطر الحقائق التاريخية التي تؤكد عظمة حرب الاستنزاف، مؤكدًا أن هذه الحرب لم تكن مجرد فترة عبور نحو نصر أكتوبر، بل كانت معركة كاملة الأركان أسهمت في استنزاف قدرات العدو وبناء الكفاءة القتالية للقوات المسلحة المصرية.
وقال حفظي خلال مشاركته في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، إن القوات المسلحة نفذت خلال حرب الاستنزاف ما يزيد على 4300 عملية عسكرية، خلال 500 يوم قتالي فعلي، أي بمعدل يتراوح بين 7 إلى 8 عمليات في اليوم الواحد، وهو رقم غير مسبوق ويعكس حجم الجهد والتضحية التي بذلها المقاتل المصري خلال تلك المرحلة المفصلية من تاريخ مصر.
وأوضح أن هذه العمليات تنوعت ما بين اشتباكات مباشرة، وكمائن، وعمليات إغارة، ودوريات، وعمليات بحرية وجوية، بل ووصلت إلى تنفيذ ضربات نوعية داخل العمق، وكل ذلك تم في ظل نقص في الإمكانيات وشح في الموارد، لكن بوفرة في الإرادة والإيمان بالحق.
وأضاف أن حرب الاستنزاف لم تكن مجرد "مرحلة انتقالية"، بل كانت ملحمة إعداد وتجهيز استراتيجي ونفسي ومعنوي، حملت رسالة واضحة للعدو: أن بقاءه على الأرض المصرية له ثمن فادح، وأن معركة التحرير بدأت بالفعل منذ اليوم التالي لهزيمة 1967.
وشدد اللواء حفظي على أن الأجيال الحالية تحتاج إلى إدراك أهمية هذه المرحلة، وفهم أن النصر في أكتوبر لم يكن مفاجأة، بل تتويجًا لمجهود هائل بدأ من لحظة الانكسار وتحول إلى أسطورة صمود وإرادة لا تُكسر.
