الخميس 24/أبريل/2025 - 10:19 ص
يحتفل الشعب المصري يوم 25 أبريل من كل عام بذكرى رفع العلم المصري على أرض سيناء الحبيبة، عندما قام الرئيس السابق حسني مبارك في ذلك اليوم عام 1982 برفع العلم على أرضنا الغالية، معلنًا عودة سيناء الحبيبة إلى حضن الوطن، بخروج آخر جندي إسرائيلي من على أرضها المباركة.
وذلك بموجب اتفاقية كامب ديفيد عام 1978، وتبعتها معاهدة السلام عام 1979، فتم استرداد الأرض ما عدا طابا، التي خضنا في سبيل استعادتها معركة قانونية ودبلوماسية كبيرة، عبر مفاوضات دؤوبة من المفاوض المصري حتى تم رفع العلم المصري عليها عام 1989، لتعود إلينا كامل أراضينا.
على الأجيال الحالية والقادمة أن تعلم جيدًا كمّ التضحيات التي قدمها آباؤنا وأجدادنا في سبيل عودة الأرض المسلوبة بعد نكسة يونيو 1967.
فقد كانت الهزيمة قاسية ومؤلمة ومريرة، انتهت باحتلال إسرائيل لسيناء، وأجزاء من أراضينا العربية، ناهيك عن الخسائر البشرية والاقتصادية والعسكرية.
لكننا لم نستسلم للهزيمة، وانتفض الشعب المصري ليؤازر جيشه، ويعيد تنظيم صفوفه، ويُعيد هيكلته، ليعود سريعًا إلى أرض المعركة، وتبدأ حرب الاستنزاف، التي أنهكت العدو وكبّدته خسائر فادحة.
وكانت البداية بمعركة رأس العش، ومعارك كثيرة خلف خطوط العدو، وعمليات الحفار، وتدمير المدمرة إيلات.
وتيقن العدو المنهك أنه أمام شعب وجيش لن يتسامح في حقه المسلوب، وسيرد كرامته وكبرياءه، ويمحو عار الهزيمة.
فكان العبور العظيم، في السادس من أكتوبر 1973، وكتب المصريون تاريخًا مشرفًا وعظيمًا بالنصر العسكري على إسرائيل، بعبور قناة السويس، وتحطيم خط بارليف، لينهي أسطورة الجيش الذي لا يُقهر، ويحطم كبرياءه، ويكسر غروره.
لقد صنع المصريون النصر بإرادتهم وقوتهم وعزيمتهم وتضحياتهم، وكتبوا بدماء شهدائهم وتضحيات أبطالهم قصصًا من البطولة والفخر، ستُروى إلى نهاية الحياة.
عاشت أرض الفيروز بعد تحريرها عقودًا من الإهمال، وكانت وكرًا للإرهابيين بعد ثورة 30 يونيو، وخاض الجيش والشرطة المصرية حربًا جديدة لتطهيرها من دنس الإرهابيين، قدّموا فيها طابورًا طويلًا من الشهداء والمصابين، وكتبوا نصرًا جديدًا، بتطهيرها من براثن المارقين والتكفيريين الخارجين عن ولاء الدولة المصرية.
ولتبدأ عهدًا جديدًا، ويخوض المصريون معركة من نوع آخر، معركة البناء والتنمية والتعمير، لتدب الحياة في كل أوصالها، من خلال مشروعات قومية عملاقة في كل المجالات، لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، مثل مشاريع في البنية التحتية، وإقامة محطات الكهرباء، ومحطات تحلية ومعالجة المياه، وشبكة قوية وكبيرة من الطرق، والمدن الجديدة، ومدن صناعية، وإنشاء مناطق استثمارية، ومشاريع في الطاقة الجديدة والمتجددة، وإنشاء مدارس ومستشفيات وجامعات، وغيرها من المشاريع الكبيرة والعديدة، التي أصبحت واقعًا يعيشه أهلنا في سيناء، ليكتب لهم الأمان والاستقرار والرخاء.
ولقد حظيتُ مؤخرًا بشرف الذهاب إلى سيناء، لنُعلن من على معبر رفح رفضنا للتهجير القسري للشعب الفلسطيني، ودعمنا المطلق للقيادة السياسية والدولة المصرية في موقفها المشرف برفض التهجير، وعدم السماح بتصفية القضية الفلسطينية.
وأننا لن نتخاذل أبدًا عن نصرة أهلنا في فلسطين، فالقضية الفلسطينية هي قضية مصرية بالأساس، ولن ندخر جهدًا في نصرة ومساعدة الشعب الفلسطيني، حتى يتم تنفيذ حل الدولتين، والاعتراف بالدولة الفلسطينية، وعاصمتها القدس الشرقية.
في عيد تحرير سيناء، أتوجّه بالتهنئة إلى الشعب المصري، وإلى القوات المسلحة المصرية، والشرطة المصرية، مؤكدين أننا على الوعد والعهد، في استمرار عملية البناء والتنمية، وأننا مرابطون على أرضنا الطيبة التي رويت بدماء شهدائنا وتضحيات أبطالنا، لنحافظ على كل ذرة رمل رُويت بدمائهم الزكية، حمايةً للأمن القومي المصري، واستكمالًا لعملية البناء، لتحقيق الاستقرار والازدهار لشعبنا المصري.
وعلّموا أولادكم أن يوم 25 أبريل هو يوم فخر وشرف، وأن الشعب المصري رفض الانكسار، وحقق بإرادته الانتصار العسكري، والنصر الدبلوماسي، لتعود سيناء الحبيبة، وأننا لن نفرّط أو نبيع أرضًا رُويت بدماء أبنائه، ولن نسمح بأي انتهاك لحدودنا، وسندافع عن كل ما يمس أمننا القومي، ونكون خير خلفٍ لخير سلف.
تحيا مصر تحيا مصر