الثلاثاء 22/أبريل/2025 - 08:43 م
في دراسة علمية حديثة نُشرت في مجلة Nature Communications، توصل باحثون إلى أن العلاجات المناعية للسرطان يمكن أن تكون فعالة لدى كبار السن تمامًا كما هي لدى المرضى الأصغر سنًا، بل وقد تحقق نتائج أفضل في بعض الحالات، رغم التراجع الطبيعي في كفاءة الجهاز المناعي مع التقدم في العمر.
العلاج المناعي للسرطان فعال لدى كبار السن تمامًا كما لدى الشباب
وأشار الدكتور دانييل زابرانسكي، أستاذ مساعد في علم الأورام بكلية الطب في جامعة جونز هوبكنز، إلى أن المرضى الأكبر سنًا يحققون استجابات علاجية مماثلة أو حتى أفضل في بعض الأحيان مقارنة بالشباب، عند تلقيهم لمثبطات نقاط التفتيش المناعية، وهي أدوية مصممة لتحفيز جهاز المناعة عبر إزالة العوائق التي تعيق استهداف الخلايا السرطانية.
ورغم أن الفئة العمرية التي تبلغ 65 عامًا فما فوق تمثل الأغلبية في حالات تشخيص السرطان الجديدة، إلا أن هذه الفئة غالبًا ما تُعاني من نتائج علاجية أضعف، ويرجع ذلك جزئيًا إلى شيخوخة الجهاز المناعي، والتي تحد من قدرته على مواجهة السرطان، غير أن الدراسة الحالية تُظهر أن العلاج المناعي قد يساهم في تخطي هذه العقبة.
وشملت الدراسة نحو 100 مريض، نصفهم تقريبًا تجاوز سن 65، وتبيّن أن كلا المجموعتين استفادتا من العلاج بشكل مماثل، ومع ذلك، كشف التحليل عن وجود فروقات في الاستجابة المناعية بين الفئتين، لا سيما فيما يخص نشاط الخلايا التائية القاتلة، والتي كانت أقل تفاعلًا لدى كبار السن بدون دعم الأدوية المناعية.
ويرى الباحثون أن هذه النتائج قد تفتح الباب أمام تحسين تصميم العلاجات، وتطوير طرق أكثر دقة تستهدف التغيرات المناعية التي تطرأ مع العمر، ويعمل الفريق حاليًا على استكمال البحث من خلال دراسة الخلايا المناعية داخل الأورام مباشرة، لمعرفة كيفية تفاعلها مع العلاج المناعي حسب الفئة العمرية.
ويأمل زابرانسكي وفريقه، أن يؤدي هذا الفهم المتقدم إلى إحداث تحول في طريقة استخدام العلاجات المناعية، لتصبح أكثر تخصيصًا حسب عمر المريض، مما يُعزز من فعاليتها ويقلل من آثارها الجانبية.