بينما تدخل الحرب الإسرائيلية على غزة شهرها السابع، تواصل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب جهودها الدبلوماسية والعسكرية في محاولة لإحداث اختراق حقيقي على صعيد وقف إطلاق النار والتوصل إلى صفقة تبادل رهائن.
في المقابل، يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يزال مترددًا في المضي قدمًا في أي اتفاق دائم، ما يعكس حالة من التخبط داخل الحكومة الإسرائيلية وضغوطًا متزايدة من الحلفاء في واشنطن.
ترامب يسعى لاختراق تفاوضي جديد هذا الأسبوع
كشف موقع أكسيوس الأميركي، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن إدارة الرئيس ترامب تستعد لمحاولة دبلوماسية جديدة خلال هذا الأسبوع لإحياء مسار التفاوض بشأن غزة، وسط مخاوف من أن يؤدي استمرار القتال إلى تداعيات إنسانية وأمنية أكبر.

وأوضحت المصادر أن نتنياهو لا يزال يرفض أي صيغة لاتفاق سلام دائم، ويتمسك فقط بترتيبات مؤقتة تتيح له مواصلة العمليات العسكرية، ما يزيد من تعقيد المشهد ويؤخر فرص إنجاز صفقة تبادل الرهائن أو وقف حقيقي لإطلاق النار.
تعزيزات أميركية إلى الشرق الأوسط وترامب يتحدث عن ضربات حاسمة
وفي سياق متصل، أعلن الرئيس ترامب في رسالة رسمية إلى رئيسي مجلس النواب والشيوخ، أنه وجه وزارة الدفاع (البنتاجون) بنقل قوات إضافية إلى الشرق الأوسط مجهزة للقتال، مشيرًا إلى أن التعزيزات تشمل:
أنظمة دفاع جوي وصاروخي لحماية إسرائيل
تأمين مواقع تتمركز فيها القوات الأميركية
ردع التهديدات الحوثية في البحر الأحمر
وقال ترامب: ننفذ ضربات واسعة النطاق في اليمن ضد أهداف حوثية تشمل قادة ومعدات ومنشآت قيادة وتحكم ومخازن ذخيرة.
وأكد أن هذه العمليات ستستمر حتى يتراجع خطر الحوثيين على القوات الأميركية والملاحة في البحر الأحمر، في رسالة واضحة إلى طهران وحلفائها بأن واشنطن لن تقف مكتوفة الأيدي.
صراع داخل الحكومة الإسرائيلية: إدارة غزة سرا... وغضب من اليمين المتطرف
وفي تطور لافت داخل المشهد الإسرائيلي، كشفت هيئة البث الإسرائيلية أن نتنياهو أبلغ قادة الجيش بضرورة تجنب إدارة غزة عسكريًا، لكنه طلب إبقاء هذا القرار سرًا عن وزيري اليمين المتطرف إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، خشية انفجار أزمة ائتلافية.
وأوضح الجيش أن السيطرة العسكرية على غزة تتطلب نشر ما بين 4 إلى 5 فرق قتالية، ما يشكل عبئًا ميدانيًا هائلًا قد لا تحتمله المؤسسة الأمنية على المدى الطويل.
دعوات إسرائيلية للتصعيد.. ونتنياهو يحافظ على صورة دبلوماسية
ورغم ذلك، تزايدت الدعوات داخل الكابينت الإسرائيلي، خاصة من قبل سموتريتش وآخرين، للمضي نحو مرحلة أعنف من القتال وتوسيع العمليات في غزة، وسط حالة من الغضب تجاه تأخر الحسم العسكري.
لكن نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، بحسب صحيفة يديعوت أحرونوت، يصران على إظهار أن هناك محاولات لا تزال قائمة للتوصل إلى اتفاق، في مسعى للحفاظ على صورة الزعيم المتزن أمام المجتمع الدولي.
هل تُحدث واشنطن اختراقًا قبل فوات الأوان؟
في ظل التردد الإسرائيلي، والتحركات العسكرية الأميركية، يقف الملف الفلسطيني أمام مفترق طرق حاسم.
فبين جهود ترامب لتحقيق انتصار تفاوضي، ورغبة إسرائيل في إبقاء الحرب قائمة لأطول وقت ممكن، تبقى الرهائن والمساعدات الإنسانية وأرواح المدنيين في مهب الريح.
الأيام القادمة ستكون حاسمة، إما بفتح باب لتسوية جديدة، أو الدخول في فصل أكثر دموية من الصراع المتواصل منذ أشهر.