يختلط على البعض حكم صيام أول تسعة أيام من ذي الحجة في الإسلام، من شدة حث أهل العلم عليه، لدرجة أن المسلمون يترقبونها من العام للعام، أيضًا رواج مصطلح صيام العشر من ذي الحجة، وهو أيضًا ما يثير لدى البعض تساؤلات حول حكم صيام أول تسعة أيام من ذي الحجة في الإسلام وهل من لم يصمهم آثم، أو حتى من يصوم بعضها؟، وعبر القاهرة 24 نوضح حكم صيام أول تسعة أيام من ذي الحجة في الإسلام، وإجابة أهم 5 أسئلة تراود معظم المسلمين.
حكم صيام أول تسعة أيام من ذي الحجة في الإسلام
يتساءل البعض عن حكم صيام أول تسعة أيام من ذي الحجة في الإسلام، خاصة مع تعدد الأحاديث التي وردت عن العشر من ذي الحجة، وقد أكدت دار الإفتاء أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يصوم التسع من ذي الحجة، استنادًا إلى ما ورد في سنن أبي داود وغيره من كتب الحديث، حيث روت بعض زوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم قائلة: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر أول اثنين من الشهر والخميس.
كما استندت دار الإفتاء إلى حديث حفصة رضي الله عنها حيث قالت: أربع لم يكن يدعهن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: صيام يوم عاشوراء، والعشر، وثلاثة أيام من كل شهر، والركعتين قبل الغداة، وهو حديث رواه أحمد والنسائي وابن حبان وصححه.
وبخصوص ما ورد في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صائمًا في العشر قط، فقد أوضح الإمام النووي في شرحه على صحيح مسلم أن هذا الحديث قد يوهم كراهة صوم العشر، والمقصود بالعشر هنا الأيام التسعة من أول ذي الحجة.
وتابعت: قال العلماء إن هذا الحديث مما يحتاج إلى تأويل، فليس في صوم هذه التسعة كراهة، بل هي مستحبة استحبابًا شديدًا، خاصة اليوم التاسع منها وهو يوم عرفة، وقد ثبت في صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ما من أيام العمل الصالح فيها أفضل منه في هذه يعني العشر الأوائل من ذي الحجة.
وأوضحت الإفتاء أن قول السيدة عائشة لم يصم العشر يُفسَر بأنه لم يصمه لعارض مرض أو سفر أو غيرهما، أو أنها لم تره صائمًا فيه، وهذا لا يعني بالضرورة عدم صيامه، ويدعم هذا التأويل حديث هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي ذكر سابقًا.
صيام التسع من ذي الحجة
وبعد التعرف على حكم صيام أول تسعة أيام من ذي الحجة في الإسلام بالتفصيل، نجد أسئلة تراود الكثيرين حول صيام التسع من ذي الحجة، فما بين عدد الأيام ومقدار الثواب وإمكانية إفطار بعض الأيام وغيرها من الأسئلة، أجاب عنها الشيخ أشرف الفيل أحد علماء الأزهر الشريف، وجاءت كالتالي:
السؤال الأول: هل يجب صيام العشرة أيام كلها أم يمكن الصيام بشكل متقطع؟
يمكن صيام أيام متفرقة من العشر الأوائل من ذي الحجة، ولا يشترط صيام الأيام العشرة كاملة، فصيام هذه الأيام من الأعمال الصالحة المستحبة وليست سنة مؤكدة، لذا يمكن للمسلم أن يصوم ما يستطيع منها، سواء كان يوما أو يومين أو أكثر.
السؤال الثاني: هل العدد تسعة أيام أم عشرة أيام؟
هي تسعة أيام للصيام، من اليوم الأول إلى اليوم التاسع يوم عرفة، واليوم العاشر هو يوم العيد ولا يجوز صيامه، ويُعتبر صيام يوم عرفة مميزًا حيث يكفر سنتين: السنة الماضية والسنة اللاحقة.
السؤال الثالث: هل صام الرسول ﷺ العشر أيام كلها؟
هناك روايتان في هذا الموضوع:
- رواية عن إحدى زوجات النبي ﷺ أنها رأته يصوم تسع ذي الحجة.
- رواية عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: ما رأيت رسول الله صام تسع ذي الحجة.
والعلماء يجمعون بين الروايتين بما يلي:
1. قول السيدة عائشة ما رأيت النبي لا يعني أنه لم يصم، بل يعني أنها هي شخصيًا لم تره صائمًا
2. كان النبي ﷺ أحيانًا يترك أشياء يحبها عند السيدة عائشة كي لا تصبح كالفرض على الأمة.
3. ربما كان يفطر بعض الأيام في حضورها.
السؤال الرابع: هل يجوز صيام هذه الأيام بنيتين قضاء رمضان وصيام ذي الحجة؟
الرأي الراجح أنه لا يجوز الجمع بين نية النافلة ونية الفريضة، ولم يقل بجواز ذلك إلا الإمام النسائي فقط، والسبب أن هناك فروقًا بين صيام القضاء وصيام السنة، منها:
- صيام السنة يجوز قطعه، أما صيام القضاء فلا يجوز قطعه.
- لو قطعت صيام القضاء يجب عليك قضاؤه مرة أخرى.
لكن لو صامت المرأة أيام القضاء في تسع ذي الحجة، فإنها تأخذ الأجرين: أجر الفريضة وأجر السنة، لأنها شغلت هذه الأيام بالصيام، ولكن عند النية، تنوي القضاء فقط وليس السنة.
السؤال الخامس: هل العبادة في هذه الأيام تكون في النهار أم الليل؟
على عكس العشر الأواخر من رمضان التي تكون العبادة فيها أقوى في الليل، فإن العبادة في العشر الأوائل من ذي الحجة تكون أقوى في النهار.
