كشفت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" نقلًا عن مصادر مطلعة في جيش الاحتلال الإسرائيلي، أنه جاري توسيع نطاق السيطرة في قطاع غزة، بعد احتلال أكثر من 40% من مساحة القطاع.
وقالت المصادر إن جيش الاحتلال يواصل تشديد الحصار على السكان المدنيين، حيث تم إنشاء منطقتين عازلتين واحدة شمالية تمتد من السياج الحدودي إلى خط بيت لاهيا وبيت حانون، وأخرى جنوبية من محور موراج جنوب خان يونس حتى محور فيلادلفيا، وتخلو هذه المناطق فعليًا من السكان الفلسطينيين المدنيين بالكامل.
وأضافت أن هذه المناطق العازلة لا يزال يتواجد بها مقاتلي حركة حماس وشبكة أنفاق معقدة وواسعة فشل جيش الاحتلال في الوصول إليها.
خطة إسرائيلية غير قابلة للتطبيق
وأكدت الصحيفة أن إسرائيل تعتمد في استراتيجيتها الحالية في حربها على غزة على ما يُوصف بـ"الضغط الثلاثي"، ويتضمن ثلاثة عناصر: العمليات العسكرية، ووقف المساعدات الإنسانية، وتحفيز الاحتجاجات داخل غزة.
وأوضحت أن هذه الخطة تحمل في طياتها مخاطر جمّة، إذ تدفع حماس إلى الزاوية بشكل غير مسبوق، ما يزيد بشكل مباشر من خطر تهديد المحتجزين في قطاع غزة، كما أنها يمكن أن تكون غير قابلة للتطبيق.
وأكدت المصادر الإسرائيلية الأمنية أن كل عملية عسكرية يتم تنفيذها بتنسيق مباشر مع وحدة الأسرى والمفقودين التابعة للجيش، وأن ممثلين عن هذه الوحدة يرافقون القوات على الأرض، ولكن العمل في ظل هذه الظروف التي يواجهها قطاع غزة لا يجعل المعلومات دقيقة.
وتابعت الصحيفة أن حركة حماس تدرك هذه النقطة جيدًا وتستغلها في حربها النفسية، كما يتجلى في البيانات التي أصدرتها الحركة خلال الأيام الأخيرة، والتي تثير الشكوك بشأن مصير الجندي الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر، دون أن يُستبعد أن يكون ذلك جزءًا من حملة مدروسة للتضليل.
وسبق لحماس أن استخدمت هذا الأسلوب في السابق، مثلما حدث في حالة المجندة دانييلا جلبوع، التي أعلنت الحركة عن مقتلها بشكل مفاجئ.
وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية، أنه بجانب القلق المتزايد بشأن مصير المحتجزين، أصبح هناك تساؤل يتردد بقوة في الأوساط العسكرية الإسرائيلية، هل يمكن بالفعل القضاء على حركة حماس.
ووفقًا لمصادر عسكرية إسرائيلية، فإنه من الصعب للغاية التبنؤ بالقضاء على حركة حماس، فلا يوجد حرب واحدة حسمت وجود فصيل مقاومة مسلح من قبل.
وأضافت الصحيفة أن نتنياهو يدرك هذا الواقع ولهذا شدد في خطابه الأخير على ضرورة التحلي بـ"الحزم والصبر الطويل".
وأشارت إلى أن مقاطع فيديو المحتجزين، تكشف أن حماس لا تزال متمسكة بموقفها وغير مستعدة لتقديم أي تنازلات، وتُحاول تثبيت قواعد اللعبة على طريقتها.
وأضافت أنه من وجهة نظر عائلات المحتجزين، فإن التصريحات الإسرائيلية الأخيرة لا تحمل بشرى، خصوصًا بعد اللقاءات المتكررة التي أجروها مع نتنياهو مع فريق المفاوضين، والتي لم تغير في واقع المأساة شيئًا.