كشفت الحكومة عن مشروع ضخم لإنشاء مدينتين صناعيتين متخصصتين في الصناعات النسيجية بمحافظتي الفيوم والمنيا، باعتماد على القطاع الخاص في التنفيذ والإدارة، وبتكلفة تتجاوز 1.5 مليار دولار.
ويستهدف المشروع تطوير قطاع النسيج المحلي، وتعميق التصنيع، وتقليل فاتورة الاستيراد، إلى جانب رفع جودة المنتجات المصرية لتنافس في الأسواق العالمية.
وقال كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية، إن اختيار الفيوم والمنيا جاء بعد دراسات دقيقة، اعتمدت على توافر البنية التحتية وشبكات الطرق والقرب من الموانئ ومراكز التوظيف، بالإضافة إلى انخفاض تكلفة العمالة في المحافظتين، ومن المقرر أن تضم المدينتان خدمات لوجستية، ومدارس صناعية متخصصة، ومراكز بحثية للمستثمرين داخل كل مدينة.
من جانبه، أوضح الدكتور عمرو سليمان، أستاذ الاقتصاد، عبر مداخلة لقناة "إكسترا نيوز"، أن أهمية المشروع تكمن في اعتماده الكامل على القطاع الخاص، ما يعزز الكفاءة ويضمن استدامة التشغيل والتسويق.
ولفت إلى أن المدينتين تمثلان نقلة نوعية في فلسفة التصنيع، إذ لا يقتصر الهدف على إحلال الواردات، بل يمتد إلى المنافسة في السوق العالمي وتصدير منتجات مصرية ذات جودة مرتفعة.
وأضاف، أن المشروع يشمل خطة متكاملة لتوطين التكنولوجيا وتدريب الكوادر الفنية عبر مدارس تكنولوجية متخصصة، ما ينعكس إيجابًا على تشغيل أبناء المحافظتين والحد من الهجرة الداخلية نحو المدن الكبرى، كما أشار إلى أن وجود مراكز أبحاث داخل المدن الصناعية يعكس توجهًا جديدًا نحو تطوير التكنولوجيا محليًا، وليس فقط استيرادها.
وأكد أستاذ الاقتصاد، أن تقليل فاتورة الاستيراد وزيادة الصادرات سيسهمان في دعم الجنيه المصري وتحسين الميزان التجاري، وتابع: "لدينا بالفعل مصانع تصدر منتجاتها لأكثر من 70 دولة حول العالم، ووجود هذه المدن سيساعد على مضاعفة هذا الرقم مستقبلًا، بما يعزز من مكانة مصر كمركز إقليمي للصناعات النسيجية".