قُتل ما لا يقل عن 34 شخصًا، بينهم طفلان، وأُصيب أكثر من 100 آخرين، في هجوم صاروخي باليستي شنّته القوات الروسية على مدينة سومي شمال شرقي أوكرانيا، صباح الأحد، بينما كان المدنيون يتوجهون إلى الكنائس للاحتفال بـأحد الشعانين، في ما يُعد أعنف هجوم على المدنيين هذا العام، بحسب صحيفة الجارديان البريطانية.
ضربة وسط المدينة.. ودماء في الشوارع
نقلت الصحيفة عن شهود عيان، تأكيدهم أن سقط صاروخان على منطقة مكتظة وسط المدينة، أحدهما أصاب حافلة ركاب كانت تقلّ مدنيين، وأظهرت مشاهد مصوّرة جثثًا ملقاة على الأرض، وسيارات مدمّرة ومحترقة، وفرق إنقاذ تنقل المصابين الذين ظهرت عليهم آثار الدماء.
وقال أحد السكان، ويدعى نيانكين: "رأيت جثثًا ملقاة على الأرض. كثير من القتلى كانوا في الحافلة أو يسيرون في الشارع. الناس خرجوا للاحتفال بيوم ديني، أعتقد أن هذه إبادة جماعية".
زيلينسكي: موسكو ترفض وقف إطلاق النار وتواصل القتل
في بيان نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي، وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي القصف بأنه "عمل إرهابي متعمد"، ودعا إلى رد دولي صارم.
وقال: "صواريخ العدو أصابت شارعًا عاديًا: منازل، مدارس، سيارات.. وذلك في يوم ديني يُفترض أن يسوده السلام".
وأضاف أن الكرملين تجاهل مبادرة أمريكية لوقف إطلاق النار غير مشروط، مؤكدًا أن موسكو "تظن أنها تستطيع الاستمرار في القتل دون عقاب".
إدانات دولية
قال كيث كيلوج، مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى أوكرانيا، إن القصف "يتجاوز كل حدود اللياقة"، وأضاف: "بصفتي قائدًا عسكريًا سابقًا، أفهم ما هو الاستهداف، وهذا خطأ فادح".
أما رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، فقد أعرب عن "صدمته" من الهجمات، داعيًا بوتين إلى "الموافقة فورًا على وقف إطلاق نار شامل دون شروط".
وصرّح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأن "الجميع يعلم أن روسيا وحدها هي التي تريد هذه الحرب"، بينما وصفت كايا كالاس، المسؤولة عن السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، مشاهد سومي بـ"المفجعة والمروعة".
حصيلة الضحايا: أكثر من 100 جريح بينهم 15 طفلًا
إلى ذلك، أكدت السلطات الأوكرانية أن 117 شخصًا أصيبوا في الهجوم، من بينهم 15 طفلًا، مشيرة إلى أن بعض الجرحى في حالات حرجة، مما يُنذر بارتفاع محتمل في عدد القتلى.