أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، يوم الإثنين، أن قطاع غزة "لا مستقبل له تحت حكم حماس"، محمّلًا الحركة الفلسطينية مسؤولية استمرار الحرب ورفضها الإفراج عن الرهائن أو القبول بنزع السلاح. تأتي هذه التصريحات في وقت يتصاعد فيه التوتر الإقليمي، وتُطرح فيه سيناريوهات متعددة حول مستقبل غزة بعد الحرب
إسرائيل تقترح إدارة انتقالية لغزة تحت وصاية دولية وعربية
في تصريحات صحفية، أكد ساعر أن إسرائيل "لا تسعى للسيطرة على غزة بعد انتهاء الحرب"، مشيرًا إلى اقتراح بتشكيل إدارة انتقالية للقطاع، تكون تحت إشراف دولي وعربي. واعتبر أن هذا الحل يمثل مخرجًا سياسيًا ممكنًا للأزمة الحالية، شريطة أن يتم نزع سلاح حركة حماس وإعادة الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة.
وأضاف:
"نزع سلاح حماس وإعادة الرهائن سيؤدي إلى إنهاء الحرب فورًا، لكن استمرار رفض الحركة لهذه الشروط يجعل الحرب مستمرة وضرورية لحماية أمن إسرائيل."
وحول ما يُعرف بـ"خطة الهجرة الطوعية" لسكان غزة، وهي إحدى المبادرات المثيرة للجدل ضمن خطة ترامب للسلام، قال ساعر إن إسرائيل "لا تمانع تسهيل هجرة من يرغب طوعًا في مغادرة غزة"، واصفًا إياها بأنها "حل إنساني وواقعي" لمن يختار الرحيل، دون أن يتضمن ذلك أي تهجير قسري.
الملف السوري: تحذير من الدور التركي
تطرق ساعر أيضًا إلى الملف السوري، مؤكدًا أن إسرائيل لا تسعى إلى التدخل في الشأن الداخلي السوري، لكن هدفها الأساسي هو منع اقتراب أي تهديد إرهابي من حدودها الشمالية.
وحذر من "الدور التركي المقلق في سوريا"، مؤكدًا أن أنقرة تلعب دورًا يؤثر على استقرار المنطقة. كما عبّر عن رغبة إسرائيل في "مستقبل سلمي مع سوريا"، مشددًا على أن القرار في هذا الشأن يرجع للسيادة السورية وحدها.
لبنان: السلام ممكن بشرط بسط سيطرة الجيش اللبناني
أما بشأن الوضع في لبنان، فأوضح وزير الخارجية الإسرائيلي أن السلام مع لبنان ممكن، لكنه مرهون بـ قدرة الجيش اللبناني على فرض سيطرته على كامل الأراضي اللبنانية، بما يشمل نزع سلاح الميليشيات وعلى رأسها حزب الله.
وقال ساعر:
"السلام ممكن، لكنه يحتاج إلى طرف لبناني مسؤول وموحد، وبدون ميليشيات مسلحة تعمل خارج سلطة الدولة."
هل تسعى تل أبيب لتغيير جذري في غزة؟
تعكس تصريحات ساعر توجهًا إسرائيليًا نحو إعادة رسم المشهد السياسي في غزة، وربما تفكيك سلطة حماس وإحلال نظام جديد بإشراف دولي. إلا أن هذا السيناريو لا يزال يواجه رفضًا فلسطينيًا واسعًا، إضافة إلى تحفظات إقليمية، خصوصًا حول فكرة "الهجرة الطوعية" التي يعتبرها البعض غطاء لتهجير منظم.
