مصر تاريخيًا كانت وما زالت تحتفظ بموقف ثابت وواضح فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، حيث لعبت دور الوسيط النزيه في العديد من المحطات المهمة لحماية حقوق الفلسطينيين، ومنذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر 2023، استمرت مصر في تأكيد موقفها الثابت والرافض لأي محاولة لتصفية القضية الفلسطينية أو تهجير الفلسطينيين من أراضيهم.
دور مصر كوسيط نزيه في مفاوضات وقف إطلاق النار
منذ بداية التصعيد العسكري في غزة، اتخذت مصر خطوة حاسمة في تقديم نفسها كوسيط نزيه بين الأطراف المختلفة، من خلال اتصالاتها المكثفة مع الجهات الإقليمية والدولية، حيث حاولت القاهرة التوصل إلى هدنة متوازنة تضمن وقف إطلاق النار وتحمي المدنيين في غزة من خلال الضغط على جميع الأطراف لوقف الهجمات العسكرية.
كذلك عملت الدولة المصرية على ضمان إشراف الأمم المتحدة على عمليات وقف إطلاق النار وتنظيم المعابر الإنسانية لإدخال المساعدات اللازمة إلى غزة.
كما كانت في تنسيق مع السلطة الفلسطينية، ودول عربية وأوروبية، للتوصل إلى حلول سلمية توقف التصعيد وتعزز حماية حقوق الفلسطينيين.
الرفض القاطع لتهجير الفلسطينيين
مصر ترفض بشكل قاطع أي محاولات لتهجير الفلسطينيين من غزة. هذه المواقف الرافضة جددها الرئيس عبد الفتاح السيسي في العديد من تصريحاته، مؤكدًا أن مصر لن تقبل بأي مخطط لتصفية القضية الفلسطينية تحت أي مسمى، وأنها ستظل تدافع عن حق الفلسطينيين في العودة إلى أراضيهم.
كذلك استمرت القاهرة في التأكيد على موقفها في القمم العربية والدولية، حيث دعت إلى احترام حقوق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على أراضيه. كما أكدت أن أي اقتراحات لنقل الفلسطينيين إلى أماكن أخرى لا تمثل حلًا، بل تزيد من تعقيد الصراع وتعزز من معاناة الشعب الفلسطيني.
الدور المصري في توفير المساعدات الإنسانية
من خلال معبر رفح البري، الذي ظل مفتوحًا بشكل مستمر رغم التحديات الأمنية، تمكنت مصر من إرسال قوافل من المساعدات الإنسانية والمواد الطبية إلى قطاع غزة. هذه المساعدات شملت الأدوية والمواد الغذائية والوقود اللازم لتشغيل المستشفيات والمرافق الحيوية في القطاع.
مصر قامت أيضًا بتنسيق مع المنظمات الإنسانية الدولية، بما في ذلك الصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية، لضمان وصول المساعدات إلى كافة المناطق التي تحتاج إليها.
دعم مصر للمفاوضات الدولية لتسوية سلمية
مصر كانت دائمًا في طليعة الجهود الدولية لضمان تسوية سلمية للقضية الفلسطينية. من خلال رئاستها للعديد من المحافل الإقليمية والدولية، قامت مصر بالدعوة إلى استئناف المفاوضات بين الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية. وفي ذات الوقت، دعت إلى ضرورة احترام قرارات الأمم المتحدة، خاصة تلك المتعلقة بحقوق اللاجئين الفلسطينيين، ورفض أي محاولات لتغيير الوضع الديمغرافي في الأراضي المحتلة.
دور مصر في الحراك العربي والدولي
مصر سعت إلى توحيد المواقف العربية حول قضية فلسطين، ونسقت مع دول مثل الأردن والسعودية والجزائر للتأكيد على موقف مشترك بشأن حقوق الفلسطينيين. على الصعيد الدولي، دأبت مصر على التأكيد أمام الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي على ضرورة اتخاذ موقف حازم ضد التوسع الإسرائيلي ووقف الاعتداءات على المدنيين الفلسطينيين.
التعاون مع المجتمع الدولي لوقف التصعيد العسكري
خلال الأزمة، كانت مصر في حالة من التنسيق الدائم مع القوى الدولية الكبرى، مثل الولايات المتحدة وروسيا، من أجل الدفع باتجاه التهدئة ووقف التصعيد العسكري، كما عملت مصر على إقناع الأطراف الدولية بضرورة تطبيق قوانين حقوق الإنسان في مناطق النزاع، ومنع استهداف المدنيين، خاصة في ظل الظروف الإنسانية الصعبة في غزة.
