خلال طفرة الذكاء الاصطناعي، أصبح دان آيفز، محلل ويدبوش، أبرز مُبشري التكنولوجيا في وول ستريت، مُقدمًا رؤيةً متفائلةً بلا هوادة حول كيف ستُمهّد هذه التكنولوجيا الجديدة الطريق لثورة صناعية رابعة.
ولكن مع تغير الزمن، يتغير الناس أيضًا.
وفي مذكرةٍ للعملاء يوم الجمعة، دقّ آيفز ناقوس الخطر بشأن وضع تجارة التكنولوجيا، مع استمرار إدراك عالم الاستثمار لحقيقة إعلان ترامب المفاجئ عن الرسوم الجمركية يوم الأربعاء.
“إن مفهوم إعادة الولايات المتحدة إلى “أيام التصنيع” في الثمانينيات من خلال هذه التعريفات الجمركية هو تجربة علمية سيئة من شأنها أن تتسبب في نهاية المطاف في الاقتصاد من وجهة نظرنا وتسحق تجارة التكنولوجيا وموضوع ثورة الذكاء الاصطناعي والصناعة بشكل عام في هذه العملية”، كما كتب إيفز.
إن كيفية نجاح ترامب وفريقه في إنعاش قطاع التصنيع الأمريكي هي نقاش سيهيمن على دوائر السياسة الاقتصادية لسنوات قادمة.
ومع تطور هذه العملية التي استمرت لسنوات، يبدو أن المستهلكين الأمريكيين سيواجهون تغيرات سريعة وجذرية في أسعار بعض السلع. وقد لعب البيض دورًا رئيسيًا في النقاشات الأخيرة حول التضخم، وبدأ اقتصاديو وول ستريت يوم الخميس في الترويج لفكرة أن معدل التضخم قد يتضاعف هذا العام نتيجةً لإجراءات ترامب.
لكن لدى آيفز تحذيرًا أبسط، وربما أكثر واقعية، حول تأثير هذه الرسوم الجمركية على المستهلكين: قد يتضاعف سعر هاتف آيفون ثلاث مرات.
كتب آيفز: “يصعب وصف المعاناة الاقتصادية التي ستجلبها هذه الرسوم، وقد تعيد صناعة التكنولوجيا الأمريكية عقدًا من الزمن إلى الوراء، بينما تتقدم الصين بثبات”.
“فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على الصين، ورسوم جمركية بنسبة 32% على تايوان، سيؤدي إلى إغلاق المشهد التكنولوجي الأمريكي، وبالتالي ارتفاع أسعار جميع الأجهزة الإلكترونية بنسبة 40%-50% للمستهلكين.
سيبلغ سعر أجهزة آيفون المصنوعة في الولايات المتحدة 3500 دولار (مقابل 1000 دولار)، وستتباطأ تجارة ثورة الذكاء الاصطناعي بشكل كبير بسبب هذه الرسوم الجمركية المُربكة التي يجب التفاوض عليها بمستويات واقعية”.
أشار إيفز أيضًا إلى مشكلة سلّط نيك كولاس من داتا تريك الضوء عليها في مذكرة صباح الجمعة: هناك تفاوت في المدة بين السياسة الأمريكية وطموحات ترامب الصناعية.
وكتب كولاس: “سيستغرق الأمر سنوات عديدة حتى تنقل الشركات إنتاجها إلى هنا، لكن الأمريكيين يتوجهون إلى صناديق الاقتراع كل عامين لانتخابات الكونغرس وأربع سنوات لانتخابات الرئاسة”.
وأضاف: “إذا تسببت السياسة التجارية المُعلنة حديثًا في ركود اقتصادي وارتفاع تدريجي في التضخم، فإن الآثار المترتبة على كليهما ستظل حاضرة في أذهان الناخبين، وخاصة في عام 2028”.
يرى آيفز أن تكلفة العمالة في الولايات المتحدة تجعل من “غير الواقعي” إعادة تصنيع أشباه الموصلات إلى الوطن.
وكتب آيفز: “إذا فُرضَت هذه الرسوم الجمركية بشكلها الحالي، سينخفض إجمالي أرباح شركات التكنولوجيا بنسبة 15% على الأقل، وستكون سلسلة التوريد أشبه بمكعب روبيك يُنافس أيام كوفيد، وسيدخل الاقتصاد في حالة ركود/ركود تضخمي”.
قبل أقل من ساعة من وصول رسالة آيفز إلى البريد الإلكتروني، انتشرت عناوين رئيسية تُفيد بأن الصين ستفرض رسومًا جمركية انتقامية بنسبة 34% على الواردات الأمريكية.
وأضاف آيفز: “نفترض أن تبدأ مفاوضات الرسوم الجمركية الآن، وإلا فإن أيامًا عصيبة تنتظر شركات التكنولوجيا، وسيدفع المستهلكون الأمريكيون ثمن ذلك… لا مجال للنقاش”.
