أ أ
تُعد الحمضيات من الفواكه المشهورة عالميًا، إذ تتميز بغناها بفيتامين سي ومضادات الأكسدة والعديد من العناصر الغذائية المفيدة, كما أن لها العديد من الفوائد الصحية، وتستهلك بشكل واسع في مختلف أنحاء العالم، حيث تُزرع في بيئات مناخية متنوعة, إن زراعة الحمضيات تُعد تجارة مربحة للمزارعين، مع تزايد الطلب على المنتجات الطازجة والمُعالجة محليًا ودوليًا, ومع ذلك، يتطلب تأسيس مزرعة للحمضيات تخطيطًا دقيقًا واستثمارًا مناسبًا.
تحتاج الحمضيات إلى تربة جيدة التصريف وغنية بالمواد العضوية، وذات درجة حموضة تتراوح بين 6.0 و8.0, يجب أن تكون التربة خالية من الملوحة والقلوية الزائدة, يتم تحضير الأرض بحراثتها بشكل جيد لتكون جاهزة للزراعة, يختلف موسم زراعة الحمضيات حسب المنطقة والظروف المناخية، حيث يتم الزرع عادة خلال موسم الأمطار (يونيو إلى سبتمبر) أو خلال الشتاء (نوفمبر إلى فبراير), يمكن زراعة الحمضيات إما بواسطة البذور أو باستخدام طرق تكاثرية مثل العقل أو التطعيم لضمان تجانس المحصول ومقاومته للأمراض.
أكثر الأنواع استخدامًا في زراعة الحمضيات تشمل الليمون رانجبور، الليمون الخشن، اليوسفي كليوباترا، البرتقال ثلاثي الأوراق، وجاتي خاتي, كما تختلف المسافات بين الأشجار بناءً على نوع الصنف والجذر ونوع التربة وطرق الري بشكل عام، يُنصح بزراعة اليوسفي والبرتقال الحلو بمسافة 6 × 6 أمتار، بينما يحتاج الليمون والليمون الحامض لمسافة 5 × 5 أمتار، والجريب فروت إلى مسافة 8 × 8 أمتار.
يجب حفر الحفر مسبقًا قبل شهر من الزراعة وملؤها بخلطة من التربة العضوية وسماد المزرعة والسوبر فوسفات, يتم زراعة النباتات في الحفر على نفس العمق الذي كانت عليه في المشتل، مع ريها فورًا وتثبيتها بأوتاد لدعمها.
مكافحة الآفات والأمراض في بساتين الحمضيات
تعتبر الحمضيات من المحاصيل الأساسية عالميًا، إذ بلغ إنتاجها حوالي 12.7 مليون طن في موسم 2019-2020. تشمل الآفات الرئيسية التي تهدد المحصول مثل "تقرحة الحمضيات" التي تصيب الأوراق والأغصان والفواكه، و"اخضرار الحمضيات" وهو مرض فيروسي ينتقل عبر حشرة البسيلة الآسيوية, لمكافحة هذه الآفات، يُنصح باستخدام أصناف مقاومة، تقليم وحرق الأجزاء المصابة، ورش مبيدات فطرية تحتوي على النحاس، بالإضافة إلى تعقيم الأدوات والمعدات.أحد الأمراض الهامة هو "حزن الحمضيات"، الذي ينتقل عبر المن ويسبب تدهور الأشجار المطعمة على جذور البرتقال الحامض، ما يؤدي إلى تآكل الساق وتجعد الأوراق وسقوط الثمار لمكافحة هذا المرض، يتم استخدام جذور مقاومة، إزالة الأشجار المصابة، والتحكم في ناقلات المن باستخدام المبيدات الحشرية.
الإدارة المتكاملة للآفات
تتضمن إدارة الآفات في بساتين الحمضيات اتباع نهج متكامل يجمع بين الطرق الثقافية والميكانيكية والبيولوجية والكيميائية مع التركيز على تقليل التأثيرات البيئية, تشمل هذه الممارسات اختيار أصناف مقاومة، تنظيم المسافات بين الأشجار، وتبني تقنيات الري والتسميد السليمة، إضافة إلى مراقبة الآفات والأمراض, من المهم أيضًا استخدام مكافحات بيولوجية واتباع نظام مكافحة كيميائي مدروس باستخدام المبيدات.
التسميد وإدارة العناصر الغذائية في أشجار الحمضيات
تحتاج أشجار الحمضيات إلى مجموعة من العناصر الغذائية لضمان نمو جيد وزيادة الإنتاج, يتطلب المحصول كميات أكبر من النيتروجين مقارنة بالعناصر الأخرى مثل البوتاسيوم والفوسفور والكالسيوم والمغنيسيوم, كما يجب الاهتمام بتطبيق الأسمدة وفقًا لنوع التربة واحتياجات الشجرة.يُفضل أخذ عينات أوراق من الأشجار التي تتراوح أعمارها بين 4 إلى 6 سنوات من الفروع غير المثمرة لتحديد الاحتياجات الدقيقة من العناصر الغذائية, يعتمد جدول التسميد على نوع التربة والمناخ وطريقة الري, بالنسبة للأشجار الصغيرة (1-3 سنوات)، يتم تطبيق الأسمدة بشكل دوري وفقًا للجرعات المحددة في شهور معينة مثل مارس، وأبريل، ويونيو، ويوليو، وسبتمبر، وأكتوبر. تُضبط الجرعات بناءً على نتائج تحاليل التربة والأوراق.
من خلال الاهتمام الجيد بالتخطيط الزراعي، والمكافحة الفعالة للآفات والأمراض، وإدارة التسميد بشكل دقيق، يمكن للمزارعين ضمان إنتاج الحمضيات ذات جودة عالية وزيادة العوائد من زراعتهم.
