أ أ
تتأثر الربحية الزراعية في الريف المصري بالعديد من العوامل الحاسمة والتي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على عوائد المزارعين الفعلية وإمكانية تحقيق الدخل المستهدف، ومن هناك كان لزاما علينا أن ندق ناقوس التنبيه للمزارعين والعاملين في هذا المجال حتى يتوخون الحذر ويضعون في الاعتبار تلك النقاط كي نتجنب كثير من التداعيات التي يمكن أن تواجه الزراع من حيث انخفاض العوائد وعدم تحقيق الدخل المطلوب.
● توافر المياه والري: لا يخفى على الجميع أن مصر أصبحت تواجه تحديًا خطيرًا في ندرة المياه، والتي تعتمد أساسا وبشكل كبير على نهر النيل، وتزداد الضغوط على الموارد المائية بسبب النمو السكاني وسد النهضة الإثيوبي، كما انه من المعروف أن قطاع الزراعة يستهلك الحصة الأكبر من المياه (أكثر من 85%)، وتستثمر الحكومة بالآونة الأخيرة في أنظمة الري الحديثة لتحسين الكفاءة، لذلك، يعد الحصول على ري موثوق وبأسعار معقولة أمرًا بالغ الأهمية لتحقيق الربحية.
● جودة التربة: من الأمور المسلم بها أن التربة في وادي النيل والدلتا تتميز بخصوبتها العالية، ولكن بعض المناطق تعاني من التملح وتشبع التربة بالمياه (ارتفاع الماء الأرضي)، أما الأراضي الجديدة المستصلحة غالبًا ما تكون رملية أو كلسية وتتطلب مدخلات أكثر، ومن هنا فان جودة التربة تؤثر بشكل مباشر على غلة المحاصيل والحاجة إلى الأسمدة وتحسينات التربة مما يزيد من التكاليف ويؤثر على العوائد.
● الظروف المناخية: يسود في مصر مناخ صحراوي حار وجاف مع هطول أمطار محدود، باستثناء المناطق الساحلية، ومن المتوقع أن يؤدي تغير المناخ إلى تفاقم موجات الحر وتقليل هطول الأمطار، مما يؤثر على غلة المحاصيل وربما يزيد من الحاجة إلى الري، كما تواجه الثروة الحيوانية إجهادًا حراريًا نتيجة هذه التغيرات. لذلك فمن المهم أن يأخذ اختيار المحاصيل في الاعتبار القدرة على تحمل الحرارة والإجهاد المائي.
● أسعار السوق والطلب: تتقلب أسعار السلع الزراعية بسبب عوامل العرض والطلب، والأحداث الجوية، وظروف السوق العالمية. لذلك، فإن إجراء بحث شامل للسوق ضروري لاختيار المحاصيل ذات الطلب المستقر والأسعار المواتية، وهذا الدور يجب أن تلعبه وزارة الزراعة متمثلة في معهد بحوث الاقتصاد الزراعي والقطاع الاقتصادي بالوزارة ثم تنقل التوصيات من خلال الإرشاد الزراعي متمثلا في قطاع الإرشاد بالوزارة.
● تكاليف المدخلات (البذور والأسمدة والمبيدات): تشير بيانات السوق المصري إلى ارتفاع تكاليف المدخلات الزراعية مثل البذور والأسمدة والمبيدات، من ناحية أخرى ارتفعت تكاليف الأعلاف للماشية بشكل كبير، وفى الواقع فان هذه التكاليف المرتفعة تؤدي إلى تقليل صافي الأرباح.
● تكاليف العمالة وتوافرها: نتيجة التضخم والظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد حاليا يظهر اتجاه تصاعدي في أجور العمالة الزراعية، ولا يخفى على الجميع أن توافر العمالة يكون عاملاً مؤثرًا أيضًا، خاصة خلال مواسم الذروة.
●تكاليف استئجار أو شراء الأراضي: في السنوات الأخيرة سوف نلاحظ ارتفاعات أسعار استئجار وشراء الأراضي الزراعية بشكل كبير. وفى الحقيقة فان هذا يمثل استثمارًا أوليًا كبيرًا أو تكلفة مستمرة.
● السياسات والدعم الحكومي: مما لا شك فيه أن السياسات الحكومية المتعلقة بالإعانات والضرائب على الصادرات وبرامج الدعم يمكن أن تؤثر على الربحية بشكل كبير خاصة صغار المزارعين.
● البنية التحتية واللوجستيات: تعد البنية التحتية الكافية مثل أنظمة الري وشبكات النقل ومرافق التخزين والوصول إلى الأسواق ضرورية للاستثمار الزراعي وتعتبر داعم كبير في حماية صغار المزارعين من التقلبات المفاجأة في أي من نواحي العملية الإنتاجية حتى التسويق.
● تبني التكنولوجيا والفجوات المعرفية: في الواقع فان تبني التقنيات الزراعية الحديثة وتحسين الممارسات الزراعية يمكن أن يعمل على زيادة الغلة وتقليل التكاليف.
ا. د. فوزي محمد أبودنيا المدير الأسبق لمعهد بحوث الإنتاج الحيواني